نشرت الجزيرة في صفحتها ما قبل الأخيرة يوم الثلاثاء 7-8-1425هـ موضوعاً تحت عنوان (مليار نسمة حول العالم يعيشون في فقر مدقع) ، حملة لمحاربة الجوع في الأمم المتحدة نقلاً عن رويترز ، جاء فيه أن زعماء العالم اجتمعوا في مقر الأمم المتحدة الاثنين الماضي لبث روح جديدة في حملة عالمية للقضاء على الجوع ، الذي تندد به البرازيل التي تنظم هذا المؤتمر بوصفه أسوأ من كل أسلحة الدمار الشامل ، وان أكثر من مليار نسمة حول العالم يعيشون في فقر مدقع ويؤيد الجميع القضاء على الجوع ، ولكن يصعب العثور على الخمسين المليار دولار أو أكثر اللازمة لشن تلك الحملة :
- الحقيقة أن هذا هدف سامٍ جداً جداً ولكن أليس هناك هدف أسمى منه ؟ وهل باستطاعة بعض زعماء العالم الذين قرروا تنفيذ هذا الهدف أن يقضوا على ما هو أهم من الجوع ، بل هو السبب المهم لحصول الجوع على الأرض ألا وهو القتل والتخريب والتدمير وتجريف الأراضي وقطع الأشجار ، التي تنتج ما يدفع به الفقر في فلسطين ، أعني الشجرة الوحيدة شجرة الزيتون إذ اقتلعت إسرائيل أكثر من مليون شجرة زيتون ، كانت كل واحدة كافية لأن تكفي فرداً على الأقل من أبناء فلسطين (مليون فرد) ، وآخرها اقتلاع 800 شجرة محملة بحبوب الزيتون اقتلعتها إسرائيل بثمارها الناضجة ، قبل أن يحين قطافها بأسبوعين فقط في مدينة الخليل وبحجة شيطانية لأجل استخدام أراضيها للجدار العنصري ، وبهذا يتّمت أو أفقرت 800 فرد هذا بخلاف القتل والتشريد والإبعاد والسجن لأبناء هذا البلد الأعزل من كل أنواع الأسلحة الأمريكية والأوروبية عدا الحجارة المحلية.
هل يستطيع هؤلاء الزعماء أن يستنكروا ولو بالكلام ما يحدث الآن في العراق من تخريب وتدمير وقتل طال حتى الأطفال في كلا البلدين ؟ أقول لهؤلاء الزعماء قبل أن تعالجوا الفقر عالجوا أسبابه وهو ما يحدث في فلسطين الذبيحة والعراق الجريحة وفي أفغانستان المظلومة ، هذا أهم سبب لوجود الفقر بل وانتشاره والأجدر بأولئك الزعماء أن يقاطعوا إسرائيل مقاطعة حقيقية والا يجاملوا أمريكا من أجلها وان كانت إسرائيل هي أمريكا بأفعالها وتصرفاتها وجبروتها وسخريتها من العالم ، خاصة وان هذا الكلب المسعور شارون لا يأبه بأمريكا ولا غيرها لأنه متكئ على صهاينة الكونجرس الأمريكي ، الذي بلغت به السذاجة والوقاحة والاستهتار بالعالم العربي لدرجة أن هدد عرفات بأنه سينال ما يستحق وسوريا بتوعده لها ، والجديد أن أول إدانة يتفوه بها الأمين العام للأمم المتحدة هو إعلانه قبل أسبوع عدم شرعية الحرب على العراق لأنها نفذت بدون موافقة الأمم المتحدة ، مما أثار غضب الولايات المتحدة وأبرز حلفائها في العراق ومن ثم عقب عليه بالأمس أثناء افتتاح أعمال الدورة التاسعة والخمسين للجمعية العامة للأمم المتحدة ، حينما دعا إلى التعددية وعالم يكون فيه القانون مصدر القوة وليس العكس في إدانة جديدة واضحة للسياسة الأمريكية في العراق.
أكرر يجب على هؤلاء الزعماء أن ينبذوا الخوف من قلوبهم والخجل عن وجوههم ويقولوا الحقيقة وان كانت مرة ، ويقاطعوا إسرائيل حتى ترضخ للأمر الواقع وتنفذ خطة الطريق ، ومن ثم الكف عن القتل والتدمير والتشريد وتجريف الأراضي وقلع الأشجار في فلسطين ، وبهذا يبدأ الفقر بالانحسار عن المليار نسمة بانحسار الفقر عن هذه البقعة من الأرض.
هل من سامع هل من فاعل؟
صالح العبد الرحمن التويجري |