أملودةٌ طرفها ساجٍ به حورٌ
لها بذا القلب حبٌ ثم تحنانُ
حديثها عزفُ أوتارٍ به نغمٌ
من اللحون له جرسٌ وأوزانُ
هيفاء تخطو بأنغامٍ مرنمةٍ
ومن ترانيمها في النفس أشجانُ
كأنها وردةٌ في الروض زاهيةٌ
فواحةٌ بالشذى والعودُ ريانُ
تغار شمس الضحى من نور طلعتها
ومن بشاشاتها الإشعاعُ خجلانُ
وطوق الجيد فلٌ نفحه أرجٌ
وعانقته بحر الشوق آذانُ
ساءلتها عن مرابِعها وموطنها
قالت (عريشيةٌ) والأصلُ قحطانُ
(عشيرتي) قمةٌ شمَّاءُ شامخةٌ
أبناؤها الصيد ما ذلوا ولا هانوا
هاماتها للعلا بالعز ساميةٌ
(قد أشرق الصبح منها وهو جدلانُ)
أنعم بها دار إكرامٍ ومفخرةٍ
لها على ساحة الأمجاد برهانُ
(أبو عريش) مروءاتٌ بها عُرفت
العلم تاجٌ لها والمجد عنوانُ
غنَّى الزمانُ لها تيهاً ورددها
من جانب البحر أحبابٌ وإخوانُ
ردائمُ الفُلِّ في ساحات دمنتها
تراقص الطيرُ فيها وهو نشوانُ
تمايل الغُصنُ فيها وانثنى طرباً
لما شجته ترانيمٌ وألحانُ
تراها شعراً وفناً ثم فاتنةً
وفي رؤاها أحاسيسٌ ووجدانُ
ففي الروابي يلوح البرق متبسماً
فالأرضُ راقصةٌ والغيثُ هتانُ
توزع السحرُ في شتى خمائلها
وظللته من الأشجار أغصانُ
لها افتنانُ لها سحرٌ لها فننٌ
لها إتلاقٌ له في الأفق ألوانُ
وصورة الفن بالإبداع مشرقةٌ
أخَّاذةُ اللب لا زيفٌ وبهتانُ
ينسابُ منها جمالٌ لا نظير له
عبقٌ أنيقٌ وراحٌ ثم ريحانُ