كثيرة تلك الطبول التي قرعت والأجراس التي دقت والعبارات التي زخرفت تقديراً وإعجابا بشخصية كان لها أثر فعال في أي مجال من مجالات هذه الدنيا الواسعة، بيد أن هناك فئة من الناس تعمل في صمت تاركة أفعالها تتحدث، لا ترغب في الظهور ولا تتباهى في المجالس أو على الصفحات بما فعلت أو قدمت.
إنسان هذه الفئة تقف أمامه عاجزاً عن ترجمة تقديرك واحترامك له، تفكر في طريقة تكافئه بها رغم يقينك أنه لا يريد جزاءً ولا شكوراً إلا من رب العالمين، تفكر وتفكر ثم تعود أدراجك والحيرة تشل لسانك وعقلك.
هؤلاء (القلة) يجعلونك تفكر ألف تفكير قبل أن تقدم على مكافأتهم ولو بالدعاء لأنك لا بدّ أن تتخير من الهدايا أفضلها ومن الدعاء أحسنه وما يوافق ما تريده أنفسهم وتشتهيه.
إن هذا الصنف فيصل في كل شيء، فيصل في حديثه، في وعده، في تعاملاته مع الناس وقبلها مع نفسه، يشعرك وكأنك تلميذ في مدرسته أو أنك طفل تتعلم منه فنون (الطيب) في التعامل مع الآخرين. لله دره... ما أحوجنا لمثله وما أحوجنا لأن نكون ولو جزءا من دماثة خلقه وصراحته ووقوفه مع الحق الذي بات الآن معدوما إلا من فئة قليلة رزقها الله قوة في الحق وحباً للخير.
إن هذا الصنف (الهادي) يعجزك ويجعلك تشعر أن كل ما تكتبه، وما ستكتبه إجحاف بحقه؛ كونك لن تفيه حقه؛ لذا ارجع عن فكرة الكتابة وفكر فقط بالدعاء ولا تنس أن يكون دعاؤك سهماً لا خطئ حين ينزل رب العالمين في وقت نامت فيه العيون، ونسي ذلك (الخيِّر) انه زرع زرعاً أحسن سقايته وسيجني ثماره يوم يقف العباد بين يدي من لا تأخذه سنة ولا نوم؛ فيسأل هذا المحب للخير: يا رب.. من أين لي هذا؟! فيقال بدعاء أخ لك بظهر الغيب؛ فجزاه الرحمن كل خير وفتح له أبواب رزق لم يحسب لها حسابا.
همسة
وأفضل الناس ما بين الورى رجل
تقضى على يده للناس حاجات |
|