Sunday 3rd October,200411693العددالأحد 19 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

رحمك الله يا أبا نواف رحمك الله يا أبا نواف
سلطانة عبد الرحمن المانع شقيقة شهيد الواجب الرائد طلال عبد الرحمن المانع / حائل

إذا كان هناك رجال سطَّروا التاريخ بأمجادهم وبطولاتهم، فإن الرائد طلال المانع من هؤلاء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل هذا الوطن وخدمته، ولهذا يعجز الإنسان عن التعبير، والقلم عن تسطير الكلمات عندما يفقد إنساناً غالياً مثل الرائد طلال المانع قائد مركز قيادة أمن الطرق بأم سدرة على طريق الرياض - القصيم السريع، والذي استشهد هناك على يد الفئة الضالة عن طريق الحق، فئة تجردت عن القيم والشيم الإنسانية فقد عرفه الجميع - رحمه الله - بشجاعته، وقوة إرادته، فهو أمير بأخلاقه وسلوكه، ذو شخصية جذابة، متألق في جميع تعاملاته وعلى كل المستويات! ما يجعله محبوباً لدى طبقات مختلفة من الناس، وله من التواضع واللباقة ما يجعل من حوله لا يستشعرون منه وحشة، فقد كان كريماً، شجاعاً، باسلاً، مقداماً، واصلاً للرحم، عطوفاً على الفقراء، فقد كانت حياته مليئة بالوفاء، والعطاء، والكفاح، والعمل على الخير، فكان لنا مثلاً رائعاً، وقدوة حسنة، فليس بمستغرب ذلك على هذا الشهيد فقد عاش وترعرع - رحمه الله - في بيت عُرف عنه ذلك والكل يشهد له فيه، وها أنا أنثر كلماتي رغم مرور ستة أشهر على وفاته وعبرة الحزن والألم ما زالت تكاد تخنقني، وأشعر بضيق في صدري وقلبي، حينما أسترجع الذكريات الماضية التي قضيناها معه، وما زالت عالقة في أذهاننا، وكم هو قاس رحيلك وفراقك يا أبا نواف! حيث تركت لنا فراغاً واسعاً في أنفسنا، ورحلت عن الدنيا جسداً، ولكن تبقى في الذاكرة روحاً لكل من عرفك أو سمع بك، وانتقلت الى الرفيق الأعلى ندعو لك بالخير والرحمة، وبقيت ذكراك وسيرتك العطرة بين نفوس الناس، وبقي ابناك (نواف، فجر).. أسأل الله أن يحفظهما وأن يكونا خير خلف لك في هذه الدنيا.. ولك مني يا أخي طلال الدعاء ما دمت على قيد الحياة، وليس لنا والله إلا الصبر والسلوان، متجرعين مرارة الفراق.. رحمك الله يا أبا نواف وأسكنك الله في فسيح جناته. وفي الختام أقول: اللهم ارحم أبا نواف، واغفر له، وعافه، واعف عنه، واكرم نزله، ووسع مدخله، وآمن روعته، واستر عورته، وبلِّغه مما يرضيك آماله، اللهم وسِّع له في قبره، ومد بصره، واره مقعده من الجنة، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، وانزل عليه السكينة والطمأنينة، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وابدله داراً خيراً من داره، وادخله الجنة، واعذه من عذاب القبر، وعذاب النار، اللهم ثبِّت قدمه على الصراط يوم تزل الأقدام، واظله في عرشك يوم لا ظل إلا ظلك.. برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إني أدعوك الله، وأدعوك الرحمن، وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها، وما لم أعلم أن تغفر لشهدائنا وأمواتنا أجمعين، وترحمهم، وأن تحمي وطننا وأهله من شر الفتن يا رب العالمين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved