انه فعلا عالم مقيت، الخارج منه مولود والداخل فيه مفقود إلى ان يقيض الله له الفرج، فالذين تحدثوا عما يحدث داخل عالم الارهابيين اعطوا الصورة المفزعة للممارسات التي لا يحكمها عقل ولا دين لهذه الجماعات المارقة التي سوغت لنفسها اصدار الفتاوى وفقاً لمرئياتها ووفقاً لاهدافها الشريرة وبناء على الفهم القاصر لامور الدين والدنيا، اذ ليس لهم نصيب من هذا ولا ذاك..
لقد جاءت إفادات عبد الرحمن الرشود وخالد الفرج لتؤكد صورة لم تكن واضحة في اذهان الكثيرين عن شيء ما خطأ يحدث في اذهان هؤلاء الذين اختاروا الخروج على الثوابت وبناء عالمهم الخاص بهم، وهو عالم فقد بوصلته وراح يصول ويجول فيما يسميه هؤلاء المبادئ والقيم.
لقد اجازوا لانفسهم تكفير من يرون وقتل من تصور لهم نفسياتهم المريضة انه جدير بذلك.. واذا كانت افعال هذه الفئة يقصد منها اقامة نظام ما أو تسيير دولة فلا يعرف مع اي ناس سيتعاملون اذا كانت فتاويهم تضع معظم الناس في خانة الكفرة الذين يستحقون الموت فقط، وحسب آرائهم فإن قائمة طويلة تندرج تحت قائمة الكفر، كما ان كل من ارتدى اللباس العسكري هو كافر ينبغي استئصاله..
ولا يعرف من اين اتى هؤلاء بهذه الفتاوى، ومن اجاز لهم مهمة القيام عليها والاضطلاع بتنفيذ الاحكام التي رأوا انها مستنبطة منها؟! والادهى والامر ان ممارسات هؤلاء التي تم كشف النقاب عنها تتناقض مع الصورة التي حاولوا الظهور بها كمنقذين وكفدائيين يتمسكون بأهداب الفضيلة ويرعون حرمة الآمنين، فقد كشفت افادات الذين كانوا بينهم الاساليب الخبيثة المستخدمة للحصول على الاموال، مرة باسم افطار صائم ومرة باسم التبرعات للشعب العراقي وهكذا، فإنهم يستغلون جليل الاعمال من اجل سفيه الاعمال، ويستغلون نزوع المجتمع المسلم باتجاه مساعدة الغير والاندفاع الطوعي نحو أعمال الخير في أعمال تعود وبالا على ذات المجتمع المسلم.
فاستغلال التبرعات لمختلف الاعمال الخيرية والإنسانية لتوفير المتفجرات ولتدبير الاعمال الارهابية هو المجال الذي تستخدم فيه تلك الاموال..
والكذب هو محور اساسي لعمل هذه الخلايا الارهابية، وقد بدا ذلك واضحا في تضخيم حجم الخلايا والايحاء بانها كثيرة ومتعددة، بينما الامر الحقيقي يدور حول خلية واحدة تتعدد اسماؤها بغرض ارباك الامن وادخال الاوهام في نفوس الناس بأنهم ازاء خطر جسيم تتعدد مصادره..
ان قدرا كبيرا من الممارسات اللا انسانية تجري في خلية الموت هذه، فهم يعجزون عن التواصل مع المجتمع لانهم يحاربون هذا المجتمع، وحتى التواصل فيما بينهم لا يعكس روح الاخوة الحقيقية، حيث ورد في الافادات انهم يتخلون عن جرحاهم عندما يدركوا انهم لا محالة هالكون وانهم يفضلون تركهم لمصيرهم، اي موتهم على ان يقوموا بالابلاغ عنهم اذا تم نقلهم لأي مستشفى.
|