شرفني زملائي رئيس وأعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض وأعضاء لجنة جائزة غرفة الرياض بترشيحي للفوز بجائزة خدمة المجتمع عن فرع (الرعاية الصحية - مادي - أفراد).
وهذا تقدير منهم يشكرون عليه، ما كنت أنتظره أو أتوقعه، لأني أحسب نفسي وزملائي رجال الأعمال أو أي فرد في مجتمعنا المسلم يقوم بمثل هذه الأعمال الخيرة ابتغاء مرضاة الله سبحانه أولاً وتعبيراً عن الشكر والعرفان له عز وجل على ما أنعم به علينا من نعم ظاهرة وباطنة في الأبدان والأوطان، فأي منا مأمور شرعاً وواجباً أن يلتفت حوله وينظر في أحوال إخوانه ومجتمعه ليستطيع أن يكون رافداً مهماً للدولة في توجهها نحو الوطن والمواطن.
ولأن التنمية ليست مسؤولية الحكومة لوحدها فقط دون مساهمة أبنائها بكافة شرائحهم كل حسب طاقته وقدراته الإنتاجية، خاصة وقد أصبح لدينا قاعدة مهمة من أصحاب الأعمال المميزة، ولعل هؤلاء الرجال عموماً كان لهم النصيب والحظ الأوفر في الفوز بدعم حكومتنا الرشيدة التي أغدقت علينا طوال تاريخها، ومكنت المجتهد ليستطيع المساهمة بتنفيذ المشروعات في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فأصبح لدينا رجال أعمال يشار إليهم بالبنان والقوة المالية، وما كان هذا سيتيسر لهم بسهولة لولا كل التسهيلات التي قدمتها الدولة لهم من حيث وفرة الأعمال أو تقديم القروض أو عدم وجود أي نوع من الضرائب عليهم، وبالتالي فإن ما يقدمه أي منا لوطنه وإخوانه ما هو إلا جزء يسير وقد لا يرقى إلى مستوى العطاء، هو رمز من الحمد والشكر لله سبحانه ثم لهذا الوطن الذي أتاح لنا تنمية رأس المال في ظل أجواء عالية من الحرية الاقتصادية والثقة، ولولا أن بعض الأعمال كما أرى سواء لي أو لبعض الخيرين الآخرين لابد لها أن تظهر إلى السطح لتراها الأعين، لما علمت شمالنا ما تنفق يميننا، لكن ظهورها أيضاً تحفيز أكثر للخيرين الباذلين إلى مزيد من العطاء والإنفاق في الأوجه الخيرية التي يحتاجها الوطن والمواطن (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) فكل منا عليه مسئولية تجاه وطنه ومدينته وقريته وهجرته وإخوانه وأقربائه، ولو قام كل منا بحقه وواجبه في ذلك لاستطعنا أن نجعل مجتمعنا مجتمعاً متعافياً قوياً متماسكاً كالبنيان المرصوص وهذا هو أصل ديننا ومجتمعنا.
وإني من خلال هذا المنبر وهذه المناسبة، أدعو كل من يستطيع أن يساهم بعمل خيري اجتماعي أياً كان وفي أي فرع من فروع العمل ألا يبخل به ويجعل يده ممدودة في السر والعلن، ولن يخيب في ذلك عند الله، فلا زلنا كقطاع خاص مقصرين في ذلك، ونحتاج إلى مزيد من التفاعل والتكاتف نحو مجتمعنا وإخواننا.
تحية للوطن والمواطن ولرجال الأعمال الذين يريدون أن تكون أرضهم خصبة مثمرة معطاءة بالخير والإحسان.
|