حين قررنا في مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض استحداث إدارة جديدة تعنى بالأعمال الخيرية والإنسانية التي يقدمها رجال الأعمال بصفتهم الفردية ومن دون تنظيم أو ترتيب يذكر، إلى أفراد المجتمع السعودي في منطقة الرياض أو إلى إحدى مؤسساته الخدمية، مستشفى كان أو مؤسسة لرعاية الأيتام أو كبار السن أو السجناء وغير ذلك، لم يكن في خاطرنا أن نجد أن هذا الكم الهائل من الميسورين والمقتدرين بل حتى أولئك الذين لا يملكون إلا الكثير من الأريحية وسعة النفس والقليل جداً من المال، هم على استعداد دائم للبذل والعطاء والتطوع مما جعل من فكرة قيام إدارة خاصة بخدمة المجتمع، وهي الفكرة التي تنطلق للمرة الأولى على مستوى الغرف السعودية وربما العربية تحمل قدراً من التحدي للمجلس والفريق التنفيذي الموكل بها.
نشأت إذاً إدارة خدمة المجتمع وكبرت وجرت، فعلت كل ذلك في وقت واحد تقريباً، بسبب الاستجابة المنقطعة النظير التي لقيتها برامج الإدارة وتوجهاتها لدعم المواطنين والمؤسسات المحتاجة في منطقة الرياض، ولما توسع عملها وتوسع بالتالي حجم المطلوب منها، صرنا إلى ضرورة أن يتم إعادة هيكلة الإدارة بحيث تستوعب ذلك التوسع، حيث ضمت الإدارة عدداً من اللجان وفرق العمل تشمل على سبيل المثال لجنة أصدقاء المرضى ولجنة أصدقاء الهلال الأحمر السعودي واللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بمنطقة الرياض ولجنة العمل التطوعي وفرق العمل التابعة لهذه اللجان.
وأصبحت كل من هذه اللجان خلية تعمل بنشاط وتستقطب أعضاء يتطوعون مجاناً لأداء المهام المنوطة بها تبرعاً وتفقداً ومباشرة حسنة لأعمالها تجد القبول والتقدير دائماً.
وكنوع من التتويج لهذا الجهد وكنوع من الوفاء لبعض المحسنين وأهل الخير في بلادنا العامرة قررنا إنشاء جائزة بمسمى جائزة خدمة المجتمع تقدم كل أربع سنوات للمتميزين الذين قدموا الكثير من المال والدعم العيني للمحتاجين من السجناء والفقراء والأيتام والمرضى ولدعم الإسكان الخيري والبيئة وذلك سواء للأفراد أو المؤسسات الخيرية والخدمية المنتسبة للغرفة.
وكانت الدورة الأولى لهذه الجائزة التي نحتفل اليوم بالفائزين بها تحت رعاية كريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض - حفظه الله - بمثابة اختبار لجهد الإدارة ومدى تجاوب أهل الخير معها لكن النتائج كانت أيضاً طيبة تغري بالمزيد في المستقبل.
ولعلها خطوة رائدة على مستوى المملكة ودول المنطقة أن نجد للفئات المحتاجة من الفقراء ومرضى من يتقدمون لتخفيف الهموم عنهم بليل وستر، ولعلها أيضاً خطوة رائدة من هذه الغرفة التي بادرت لنقل هذا العمل إلى حيز الوجود والذيوع ليكون مثالاً للاحتذاء والاقتداء بين بقية الغرف في المملكة بل وجميع مكونات المجتمع الفاعلة الأخرى وهو ما نأمل أن نراه كائناً في المستقبل القريب.
* رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض |