Sunday 3rd October,200411693العددالأحد 19 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الاقتصادية"

الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض تُعد مرجعاً في تيسير تصميم وبناء المسكن الحديث الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض تُعد مرجعاً في تيسير تصميم وبناء المسكن الحديث
تنظيمات البناء الحالية لا تقدم المرونة الكافية لاستيعاب احتياجات المستقبل الإسكانية

أعدت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض كتاب المرجع في تيسير تصميم وبناء المسكن الحديث ليكون وسيلة عملية تعين المختصين، والمهنيين في مجال توفير الإسكان على اكتشاف الجوانب الأساسية المؤثرة في التيسير، ويفتح أمامهم مجال الإبداع لتقديم حلول وتطبيقات معمارية مختلفة لتحقيق التيسير.
ويشتمل المرجع على خمسة وخمسين مفهوماً للتيسير تشمل عملية صناعة المساكن بدءاً من التخطيط الحضري، وتقسيمات الأراضي، وانتهاء بأعمال التنفيذ، والصيانة، واحتياطات التشغيل.
ويحتوي كل من هذه المفاهيم على تعريف، وإيضاح لمجال عمله وتأثيره في التيسير وأهمية تطبيقه، وآثاره الإيجابية على المدى القريب والبعيد وإيضاح أهم تطبيقات هذا المفهوم، إضافة الى مناقشة الأوضاع الراهنة المتعلقة بهذا المفهوم وتقديم حلول، ومعالجات سريعة، سهلة التطبيق تسهم في تفادي إشكالات التطبيق، ومناقشة الصعوبات والمعوقات التي قد تحول دون تطبيق هذا المفهوم، كما يذيل كل مفهوم بقائمة من المراجع للتوسع في موضوع المفاهيم التي تضمَّنها المرجع.
التصميم الحضري
والتطوير العمراني
يُمثِّل التخطيط الحضري للأحياء السكنية حجر الزاوية في تيسير الإسكان حيث تندرج أساليب عديدة للتيسير تحت شقيه الأساسيين، الأول: المتعلق بالجانب التنظيمي في مجال تقسيمات الأراضي، وتنظيمات البناء.. والثاني: يتعلق بمنهجية التطوير الإسكاني.
تقسيمات الأراضي
وتنظيمات البناء
يُعنى هذا المحور بالشق التنظيمي لتخطيط الأحياء السكنية، وتتمثَّل أبرز مجالات التيسير في هذا المحور من خلال رفع الكثافة السكنية، وترشيد مساحة الأراضي وتطوير أنظمة البناء.
ويؤدي أسلوب رفع الكثافة السكنية بتطبيقات تصميمية وتخطيطية جيدة إلى خفض كلفة خدمة الأحياء السكنية بالبنية التحتية، من خلال توزيع كلفة البنى التحتية، والمرافق العامة على عدد أكبر من الوحدات السكنية.
ويمكن رفع الكثافة السكنية بعدد من الأساليب منها: تصغير مساحة قطع الأراضي السكنية، أو زيادة نسبة المساحة المبنية، أو زيادة عدد الأدوار، وتسهم عملية تصغير قطع الأراضي السكنية في تيسير كلفة المسكن من خلال التوفير في سعر الأرض الخام لكل وحدة، والذي يشكل عادة ثلث التوفير في سعر الأراضي الخام لكل وحدة، والذي يشكل عادة ثلث كلفة المسكن الاجمالية، كما أن تصغير الأراضي السكنية لا يعني بالضرورة تضحية الأسرة باحتياجاتها الاسكانية، حيث يكمن توفير الفراغات الوظيفية الملائمة في القطع السكنية الصغيرة.. بالإضافة الى ان تصغير القطع السكنية سيمكِّن الدولة من منح الأرض لعدد أكبر من الأسر، كما يؤدي تقليل عرض الأراضي على الشارع الى الافادة القصوى من المرافق العامة، والبنى التحتية، ويحد من الحاجة لاستعمال السيارة، ويزيد مستوى التفاعل بين السكان ويؤدي الى خفض كلفة الأرض.
وعملت تنظيمات البناء الحالية على ضبط التطور العمراني لمدينة الرياض خلال العقود الماضية، إلا أن هذه التنظيمات لا تقدم المرونة الكافية لاستيعاب احتياجات المستقبل الاسكانية، حيث تحد تنظيمات البناء الخاصة بالارتدادات من تقييد عملية التصميم، وإمكانية التطور المستقبلي فضلاً عن عدم الإفادة من الفراغات الناجمة عن هذه الارتدادات، وفي نهاية المطاف تؤدي هذه التنظيمات الى خفض الكثافة السكنية ما يعني ارتفاع كلفة الأراضي تبعاً لارتفاع كلفة المرافق العامة، والبنى التحتية.
تطوير تنظيمات البناء، سيكون مجالا مهما لتيسير الاسكان، من خلال إمكانية بناء مساكن نموذجية على قطع سكنية صغيرة وقابلية المساكن للنمو المستقبلي، والإفادة من دور القبو والتجاوب بشكل أكثر فاعلية مع متطلبات المناخ وهو يؤدي الى خفض مصاريف التشغيل والصيانة.
التطوير الإسكاني
يُعنى هذا المحور بالجانب التنفيذي من قِبل المطورين العقاريين والملاك، حيث يقدم جملة من أساليب التيسير في مجال تقسيم الأراضي السكنية وتوجيه أبعادها والتطوير المتكامل والتطوير بالجملة واستخدام النماذج المتكررة في المباني والتحكم في أبعاد القطع السكنية والبلوكات يؤثر بشكل اساسي في زيادة أطوال الشوارع، أو تقليصها في الحي السكني، وكلما قصرت الشوارع انخفضت كلفة البنى التحتية، وقلَّت الحاجة للسيارات في الانتقال، ومن الأجدى ان تكون القطع السكنية مستطيلة الشكل، وتُبنى وفق مبدأ التصميم الحلقي، والمخططات المتعامدة للبلوكات لخفض أطوال الشوارع ومن ثم خفض كلفة البنى التحتية.
التطوير المتكامل
إعادة النظر في توفير الخدمات المشتركة كصالات الحفلات وملاعب الاطفال، والمسابح وتطويرها في مناطق خارجية (عن الوحدات السكنية) مشتركة من شأنه أن يشكل عاملاً أساسياً في جعل المسكن ميسراً، كما أن المسكن تزداد جودته بزيادة جودة الفراغات الخارجية المحيطة به وحيويتها، هذه المنهجية تؤدي الى خفض الكلفة، وسرعة الانجاز، وتوفير بيئة عمرانية عالية الجودة.
ويؤدي التطوير الفردي للوحدات السكنية داخل الحي الى ابقاء الحي ورشة مفتوحة لسنوات عديدة، وهذا يؤدي الى تدهور المرافق والبنى التحتية، والتلوث البيئي، وزيادة التكاليف في حين يقدم التطوير بالجملة (لعدد كبير من الوحدات السكنية) الى خفض تكاليف الانشاء وتحسين البيئة السكنية, والحفاظ على مظهرها العام ويحافظ على سلامة المنشآت والمرافق العامة التي قد يؤجل بعضها نظراً لحساسيته إلى ما بعد إنشاء الوحدات السكنية.
وتقوم فكرة المساكن المصنعة، التي تعد تكاليف انشائها أقل من الوحدات السكنية غير المتجانسة على تقييس وتوحيد أكبر قدر ممكن من عناصر ومكونات مبنى الوحدة السكنية وقيام صناعة بناء لانتاج وتصنيع تلك الوحدات كالأبواب والشبابيك واختصار وقت الانشاء وتيسير عمليات الصيانة والاستبدال وزيادة كفاءتها.
إن استخدام النموذج المتكرر لعناصر الوحدات السكنية لا يعني بالضرورة النمطية المطلقة في جميع الوحدات السكنية فلا بد من إتاحة المجال لاضفاء طابع الشخصية المستقلة لكل وحدة، والمرونة في التوسع المستقبلي والاستخدام الوظيفي بحسب رغبات كل أسرة.
التصميم المعماري
يقدم التصميم المعماري مستويات متنوعة من التيسير في الاسكان وذلك نظراً لكونه الخطوة المحددة لعملية البناء التي تشكل في الغالب ثلثي الكلفة النهائية للمسكن، يظهر التيسير في مجال الانتفاع بالارض والاقتصاد في المساحات والتكوينات وبساطة التصميم ومرونته، واعتماد أساليب المراجعة القيمية واعتبار متطلبات التيسير في المواصفات والتفاصيل.
استخدام الأرض بكفاءة
يحقق هذا المبدأ مطلب الانتفاع بالارض وهو يتيح استيعاب المتطلبات الفراغية الملائمة للأسرة ضمن مساحة صغيرة ويتم ذلك بالتخلي عن الارتدادات كأسلوب البناء على حافة الأرض، خصوصا في الاراضي السكنية الصغيرة حيث يؤدي الى الانتفاع بشكل أمثل بالمساحة المتبقية من خلال فناء واحد قابل للاستخدام بدلاً من ارتدادين عديمي الفائدة.
وتُعد الأفنية والفراغات الخارجية الوظيفية كالمجلس الملحق وغرفة السائق وغرفة الخادمة وموقف السيارة وملعب الاطفال تعد جميعها جزءا من الفراغ المعيشي والتي يلزم اعتبارها في التصميم وتوقيعها بشكل مناسب يجعلها امتداداً طبيعياً للعناصر الداخلية للمسكن لتحقيق الافادة القصوى.
لتحقيق ذلك يجب اعتبارها في التصميم عند بداية تصميم الوحدة السكنية وليس محاولة ادراجها بعد انشاء الوحدة السكنية، ويعتبر في تصميمها الاقتصار على الضروري منها واعتماد مبدأ الوظائف المتعددة، ومراعاة الظروف المناخية، وتوجيه العناصر وفق ظروف المناخ ووظيفتها فيفترض في المطبخ الخارجي ألا يتصدى للرياح ويفترض في غرفة السائق ان تكون بالقرب من موقف السيارة، وأن يفتح بابها على الشارع مباشرة وان يكون ملعب الاطفال مفتوح الزوايا تسهل مراقبته من داخل المنزل، وتوظيف الأفنية الخارجية كامتداد وظيفي لعناصر المسكن الداخلية وتصميمها كفارغات مفتوحة يوفر الاتصال المباشر بالبيئة الطبيعية في المواسم المختلفة، وذلك من أهم أسباب نجاح المسكن.. من هذه العناصر ملاعب الأطفال، والحديقة، والمسبح، والتكوينات الجمالية.
ينبغي مراعاة عوامل المناخ كتحديد زاوية سقوط الشمس في تحديد المناطق المظللة والمشمسة وحركة الرياح، ودرجة الحرارة، كما ينبغي في تصميم عناصر الفناء الخارجي ألا تكون مزدحمة فتفقد الفراغ تنوعه، وألا تكون متباعدة وقليلة فتفقد الفراغ تكامله واتصاله.
اقتصاديات المساحة والتكوين
استيعاب أكبر قدر ممكن من الوظائف (المعيشية) في المسكن ضمن أدنى مساحات فراغية ممكنة، دون الإضرار بمستوى الرفاهية واعتبارات المعيشة الكريمة، يعد أحد أهم مداخل التيسير في الاسكان ويتوصل إليه عبر عدد من المبادئ من أهمها: الاقتصاد في المساحات والاستخدام المتعدد للفراغ والكفاءة في إدارة العلاقات وتوجيهها بين الوحدات الوظيفية.
بساطة التصميم
البساطة منهجية أساسية في التيسير تظهر في المراحل التصميمية المختلفة بدءاً من وضع البرنامج الفراغي وحساب الاحتياجات الوظيفية، مروراً بالتصاميم الأولية، ثم النهائية ووضع المخططات الانشائية.. اعتبار البساطة كمطلب في جميع هذه المراحل يؤدي الى وفر كبير في كلفة المبنى هذا فضلا عن ان البساطة هي في حد ذاتها ضرب من الجمال والرفاهية.
وتشمل البساطة المعمارية تصميم الجوانب الوظيفية والزخرفية والانشائية والميكانيكية حيث تهدف لخفض التكاليف في التأسيس والصيانة والتشغيل دون الاخلال بالنواحي الوظيفية والجمالية للمسكن.
المرونة التصميمية
يبرز هذا المفهوم أهمية مرونة التصميم الفراغي للمسكن وسهولة نموه المستقبلي ودور ذلك في تشكيل المسكن حسب رغبة الأسرة وامكانياتها، فلا بد أن يتوفر في المسكن خاصية المرونة لاعادة توظيف الفراغات وتغيير مساحاتها أو إضافة عناصر جديدة، ففي بداية حياة الأسرة تكون المتطلبات الوظيفية في المسكن محدودة، ومع قدوم الاطفال تظهر احتياجات جديدة كالخصوصية وأماكن لعب الاطفال ومع استقلال الابناء وتكوين أسرهم قد تتوسع المتطلبات للفصل الى وحدات مستقلة.
من وسائل تحقيق المرونة التصميمية اعادة توظيف الفراغات وتركز هذه الوسيلة على ايجاد فراغات وظيفية متعددة الوظائف قابلة للتغيير بسهولة بعيدا عن الاجراءات الانشائية كأن تكون الوحدة السكنية عبارة عن فراغ إنشائي واحد وتشكل الفراغات الداخلية بفواصل، وحوائط سهلة التركيب ومن وسائل تحقيق المرونة تجزئة التنفيذ، كتجزئة مراحل التشطيب والتكسية، أو تنفيذ بعض الأدوار، أو العناصر وتأجيل بقية العناصر لحين الاحتياج اليها، وتوفر القدرة لاستكمالها.
المواصفات والتفاصيل
العناصر الجزئية والتفاصيل المعمارية في تصميم الوحدة السكنية تتيح مجالات واسعة من خفض الكلفة، والتيسير وزيادة الكفاءة من خلال استخدام الأبعاد القياسية وتوحيد العناصر المعمارية المتشابهة.
الأبعاد القياسية والرسومات التفصيلية
يُبرز هذا المفهوم أهمية العناية بتوفير المواصفات القياسية والرسومات التفصيلية خلال مرحلة التصميم لضمان الجودة وخفض كلفة الصيانة وزيادة العمر الافتراضي، والتخطيط السليم للفراغات يعني التوفيق بين المتطلبات الوظيفية والاداء الجيد مع تقليل المساحة الكلية لفراغ المساكن وبتحليل الفراغات المعيشية يمكن الوصول الى مساحات يمكن استخدامها في بناء شبكة مديولية لعناصر الانشاء والبناء والانهاء. تحقق الافادة من القياسات المعمارية العيارية لعناصر الوحدة السكنية توفير مساحات عناصر الوحدة السكنية وبالتالي توفير المساحة الكلية، وخفض تكاليف البناء والتأثيث والتشغيل وتسهيل عملية البناء وسرعة الانجاز.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved