Sunday 3rd October,200411693العددالأحد 19 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

أضواء أضواء
الحرب العالمية الثالثة
صناعة الإرهاب في المملكة (10)
جاسر عبدالعزيز الجاسر

صناعة الإرهاب وتجنيد الإرهابيين ، وخاصة الذين يبنون (مشروعية) أعمالهم الإجرامية على الدِّين ، تسير وتأخذ نفس الأساليب والطرق ، فكما المصدر واحد ، والنبع الذي يرتشف منه هؤلاء الإرهابيون واحد يعتمد على التكفير والإقصاء فإن أسلوبهم وعملهم واحد ، سواء في أفغانستان أو في الشيشان أو في المملكة التي حاولت جماعات الإرهاب الدولي إقامة (قاعدة) إرهابية ، بتطبيق نفس أساليب التدليس والخداع التي طبقت في البؤر التي نما فيها الإرهاب وتحولت دول آمنة إلى مصانع لتفريخ الإرهابيين.
هذا ما كانوا يسعون إلى تحقيقه في المملكة العربية السعودية ، وهو ما كشفته الأقوال التي تضمنها البرنامج الوثائقي (حقائق خاصة من داخل الخلية ، التي أظهرت المحاولات الخبيثة لأعضاء التنظيم استغلال التدين الذي عُرف به أبناء المملكة ، فقدموا أنفسهم على أنهم الأكثر تديناً والتزاماً ، في حين أكدت أقوال من ظهروا في البرنامج ، وهم الذين عايشوهم وكانوا منهم ، بأنهم ومن سلوكياتهم وأفعالهم أبعد ما يكونون عن الإسلام وتعاليمه ، بل والالتزام بأبسط الفروض والواجبات ، من خلال إطلاق فتاوى باطلة خاصة بهم تتيح لهم الإفطار في رمضان وجمع فروض الصلاة في غير موجب وتزوير الوثائق ، إضافة إلى إطلاق الكذب والتحايل في جمع الأموال وخداع العامة بطلب تبرعات لصرفها على أعمال الإجرام وبذخ أعضاء الخلية.
والذي تابع أحاديث التائبين من أعضاء الخلية الإرهابية ، لابد وأن لاحظ أن هناك سمات وصفات تجمع أعضاء فرق وخلايا الإرهاب الدولي ، والتي يمكن تلخيصها في الآتي:
1- عدم التورُّع عن استخدام جميع الأساليب غير المشروعة لتحقيق أهدافهم مثل التزوير ، والتصرف بأموال التبرعات في غير أماكنها.
2- اعتمادهم على فتاوى فردية من أعضاء الخلية للتبرير الشرعي لأعمالهم.
3- عدم الالتزام الديني الصحيح : حيث يجمعون أوقات الصلوات بدون مبرر شرعي كما يهملون أداء الفروض في أوقاتها.
4- تضخيم حجم الخلية ، حيث يظهرون أن لهم تنظيمات متعددة في مختلف المناطق بينما الحقيقة انهم لا يتعدون كونهم مجموعة صغيرة.
5- عدم المصداقية في تبني بعض العمليات ، فأحيانا يعترفون بها وأحيانا ينفون نسبتها إليهم.
6- انعدام الوفاء والولاء بين أفراد الخلية ، حيث لا يقومون برعاية بعضهم البعض حتى في حالات المرض والإصابة.
7- عدم مراعاة الأحكام الشرعية في دفن الميت.
8- عدم التورُّع عن القيام بالتضحية برفاقهم في سبيل الخلية.
هذه الصفات التي يتصف بها أعضاء وتنظيمات الإرهاب الدولي ، الذين يحاولون تسويق أنفسهم على أنهم الممثلون الحقيقيون للإسلام ، تكشفها وتؤكدها أفعالهم الإجرامية ، التي ارتكبت باسم الإسلام كما يزعمون وروَّعت العباد في المملكة وأماكن أخرى ، وجعلت كثيرا من غير المسلمين ينفرون من الإسلام وأهله.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved