صناعة الإرهاب وتجنيد الإرهابيين ، وخاصة الذين يبنون (مشروعية) أعمالهم الإجرامية على الدِّين ، تسير وتأخذ نفس الأساليب والطرق ، فكما المصدر واحد ، والنبع الذي يرتشف منه هؤلاء الإرهابيون واحد يعتمد على التكفير والإقصاء فإن أسلوبهم وعملهم واحد ، سواء في أفغانستان أو في الشيشان أو في المملكة التي حاولت جماعات الإرهاب الدولي إقامة (قاعدة) إرهابية ، بتطبيق نفس أساليب التدليس والخداع التي طبقت في البؤر التي نما فيها الإرهاب وتحولت دول آمنة إلى مصانع لتفريخ الإرهابيين.
هذا ما كانوا يسعون إلى تحقيقه في المملكة العربية السعودية ، وهو ما كشفته الأقوال التي تضمنها البرنامج الوثائقي (حقائق خاصة من داخل الخلية ، التي أظهرت المحاولات الخبيثة لأعضاء التنظيم استغلال التدين الذي عُرف به أبناء المملكة ، فقدموا أنفسهم على أنهم الأكثر تديناً والتزاماً ، في حين أكدت أقوال من ظهروا في البرنامج ، وهم الذين عايشوهم وكانوا منهم ، بأنهم ومن سلوكياتهم وأفعالهم أبعد ما يكونون عن الإسلام وتعاليمه ، بل والالتزام بأبسط الفروض والواجبات ، من خلال إطلاق فتاوى باطلة خاصة بهم تتيح لهم الإفطار في رمضان وجمع فروض الصلاة في غير موجب وتزوير الوثائق ، إضافة إلى إطلاق الكذب والتحايل في جمع الأموال وخداع العامة بطلب تبرعات لصرفها على أعمال الإجرام وبذخ أعضاء الخلية.
والذي تابع أحاديث التائبين من أعضاء الخلية الإرهابية ، لابد وأن لاحظ أن هناك سمات وصفات تجمع أعضاء فرق وخلايا الإرهاب الدولي ، والتي يمكن تلخيصها في الآتي:
1- عدم التورُّع عن استخدام جميع الأساليب غير المشروعة لتحقيق أهدافهم مثل التزوير ، والتصرف بأموال التبرعات في غير أماكنها.
2- اعتمادهم على فتاوى فردية من أعضاء الخلية للتبرير الشرعي لأعمالهم.
3- عدم الالتزام الديني الصحيح : حيث يجمعون أوقات الصلوات بدون مبرر شرعي كما يهملون أداء الفروض في أوقاتها.
4- تضخيم حجم الخلية ، حيث يظهرون أن لهم تنظيمات متعددة في مختلف المناطق بينما الحقيقة انهم لا يتعدون كونهم مجموعة صغيرة.
5- عدم المصداقية في تبني بعض العمليات ، فأحيانا يعترفون بها وأحيانا ينفون نسبتها إليهم.
6- انعدام الوفاء والولاء بين أفراد الخلية ، حيث لا يقومون برعاية بعضهم البعض حتى في حالات المرض والإصابة.
7- عدم مراعاة الأحكام الشرعية في دفن الميت.
8- عدم التورُّع عن القيام بالتضحية برفاقهم في سبيل الخلية.
هذه الصفات التي يتصف بها أعضاء وتنظيمات الإرهاب الدولي ، الذين يحاولون تسويق أنفسهم على أنهم الممثلون الحقيقيون للإسلام ، تكشفها وتؤكدها أفعالهم الإجرامية ، التي ارتكبت باسم الإسلام كما يزعمون وروَّعت العباد في المملكة وأماكن أخرى ، وجعلت كثيرا من غير المسلمين ينفرون من الإسلام وأهله.
|