عندما نتحاور نحن التربويين ونتأمل بعمق في نظامنا التربوي التعليمي ويأتي الحديث على الضعف والهزال التربوي التعليمي الذي ظهرت آثاره المخيفة واضحة على أبنائنا فإننا ننتهي دائماً إلى النتيجة ذاتها، ألا وهي غياب أو ضعف الدور التربوي للوالدين. وإذا كنا نعتقد أن النظام التعليمي المدرسي قادر بمفرده على إعادة صياغة عقل وقيم وسلوك هذا الجيل بما يجعله أكثر قدرة على مواجهة الحياة ومستجداتها فإن هذا هو الوهم بعينه. الدور الوالدي هو الرئة الثانية التي تتنفس بها التربية. ويسهم النظام التربوي نفسه في تعطيل هذه الرئة عندما لا يعلن عن أي برامج أو مشروعات تربوية مدرسية فاعلة تنظم وتعزز العلاقة بين الوالدين والنظام المدرسي (Family Involvement).
دعونا نلتقط خيط الإصلاح من بدايته فنبصر طلابنا الجامعيين بدورهم الأبوي المنتظر، إنه دور لا يقل أهمية عن دورهم المهني المستقبلي في المجال الطبي أو الهندسي أو القانوني. فباسم كل التربويين في بلادنا وباسم كل أولئك الذين يتطلعون إلى ظهور جيل أكثر تمكنا وإبداعا وانتماء أدعو جامعاتنا إلى تقديم مقررات ومناشط تبصر طلابنا الجامعيين بدورهم القادم كأرباب أسر مسؤولين عن تأسيس مناخ أسري صحي ورعاية والدية متميزة.
* عميد كلية المعلمين بالرياض |