في الحقيقة أن الإنسان عندما يغيب زمناً طويلاً عن أي بلد يبقى منظر ذلك البلد عالقاً في ذهنه وفي مخيلته ولكن عندما يعود الى هذا البلد ويراه قد تغير كلياً وقد ظهرت معالم الحضارة وازداد تقدماً ورقياً في جميع المجالات هنا يحتار الإنسان ويتعجب ويفتخر ويعتز بما حدث لهذا البلد، فمنطقة الجنوب قبل ثماني سنوات لم تكن على حالتها اليوم.فقد كانت في حالة بعيدة جدا عما هي عليه في الوقت الحاضر فعندما عدت الى هذه المنطقة قبل أشهر ورأيت معالم الحضارة تكسوها والحياة الحية المختلفة فيها ورأيت أبناءها ينهلون مما ينهل منه غيرهم من أبناء مملكتنا الفتية في جميع الحقول سواء أكانت حقولا علمية أو صحية أو عمرانية أو مواصلات أو زراعة أو غير ذلك في شتى الحقول والمجالات تغيرت فكرتي وأصبحت كأنني أزور بلداً لم أعرفه من قبل ولم أترعرع على أرضه بالرغم من الزمن الذي قضيته بعيداً عن هذا الجزء لا يتجاوز ثماني سنوات.
ولم يكن التغيير في مظهر الحياة وحدها بل حتى في التقاليد وفي البيئة وفي الحياة الاجتماعية فحمدت الله على ذلك وشكرته وهللت لتلك الجهود العظيمة الساهرة والمتفانية في سبيل اصلاح هذا الجزء العزيز من بلادنا الغالية التي ينعم أبناؤها اليوم بتقدم ورخاء ورفاهية على مر الأيام وهذا شيء لا يستغرب من قبل حكومتنا الرشيدة الأمينة الموجهة المصلحة، حتى أن أبناء بلادنا يرفلون بوافر من العيش الرغيد والأمن القوي والصحة الدائمة والزراعة المتوافرة والخطوط المنطلقة في كل بقعة من بقاع أرضنا، وهذا من جهود الفيصل المخلص الساهر على راحة أبناء وطنه.
فأبناء الجنوب يعيشون اليوم حياة طيبة وكريمة بالرغم أن منطقتهم ما زالت قابلة لكل ما هو نافع ومفيد وهي سائرة في ذلك إن شاء الله، كما ان الله قد حبا المنطقة برجل مخلص متفان في أداء واجبه مدرك لمسؤوليته، انه الأمير خالد الفيصل الذي يسهر على راحة أمنها ويعمل من أجل تقدمها.
فحمد لك يارب على ما أعطيت وعلى ما يسرت وسهل.. وشكراً لكل مسؤول سعى وتعب من أجل رفعة بلادي الغالية.
| 
"زمان الجزيرة"