الزواج فريضة على كل إنسان متى استطاع إلى ذلك سبيلا، وقد أوصى بذلك المرشد الأمين صلى الله عليه وسلم وحث على الزواج فقال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج.. وقد خص صلى الله عليه وسلم الشباب في ذلك لأن دواعي النكاح في الشباب أكثر من غيرهم وحثهم خوفا من الوقوع في الجريمة الخلقية، ولكننا نجد عقبة أمام هؤلاء الشباب تقف في طريقهم ولن يسيروا إلا بعد زوالها، هذه العقبة هي غلاء المهور فنجد كثيرا من الآباء إذا أراد ان يزوج ابنته قال لخاطبها: كم تدفع؟ وكأنما أعدها للتجارة وان لم تكن للتجارة بعينها. أو ربما يزوجها بمن لا ترغب وقصده من ذلك استغلال المادة ولا يحسب لوقوع هذه الفتاة في القفص الذي تكرهه أو ربما يزوجها من ترغبه هي ثم انه يثقل كاهل العريس بالمهر الكثير، فبعض الشباب ذو دخل صغير محدد ليس له قدرة على دفع المهر الذي فوق طاقته وإذا أراد الزواج استدان وصار ملكا للمدين ثم يكون صفر اليدين، كل ما يملك وما لا يملك استدانه للزواج فنجد ان هؤلاء يعيشون بضنك وضيق.
وأحيانا يعزف الشباب عن الزاج خوفا من الوقوع في هذه المشاكل بعكس ما لو كان الزواج بمهر حسب طاقة العريس ولديه ما يؤمن مستقبله بغير استدانة.
وليس شرف الفتاة في غلاء مهرها إنما شرفها في أخلاقها وسعادتها ولنأخذ على ذلك مثلا في القناعة في المهر.
حضرت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ترغب الزواج منه وكان أحد الصحابة حاضرا فقال يا رسول الله زوجنيها ان لم يكن لك فيها رغبة، قال الديك مهر قال لا، قال التمس ولو خاتما من حديد، فيا معشر الآباء اتقوا الله في فتياتكم وشبابكم، لا تنظروا إلى المادة فإنها فيء زائل ولكن انظروا إلى الاخلاق وإلى سعادة الفتاة الأبدية وإلى الحياة في استقرار وطمأنينة.
سليمان عبدالله الفريحي |