في بحث مهم تم عقد مقارنة بين الجراحة التحفظية - حيث يتم استئصال الربع المصاب من الثدي والغدد الليمفاوية تحت الإبط مع الحفاظ على الجزء المتبقي - وبين الاستئصال الكامل للثدي مع إعادة بنائه من جديد بعملية مكملة إما في نفس وقت إجراء جراحة الاستئصال أو بعدها بستة أشهر.
وأشار البحث إلى أن اختيار نوع الجراحة يعتمد على النسبة التي يشكلها الورم من حجم الثدي، حيث يفضل إجراء الجراحة التحفظية في الحالات التي يكون فيها حجم الورم صغيرا نسبيا والثدي متوسط الحجم، أما بالنسبة للثدي الصغير نسبيا والورم يكون كبيرا، فلا يفضل إجراء الجراحة التحفظية لأن نتائجها لا تكون مرضية، ويفضل الاستئصال الكامل للثدي ثم إجراء جراحة لإعادة بنائه باستخدام ممددات الأنسجة الآمنة حتى يصل لنفس حجمه الأصلي، وقد تحتاج المريضة في حالات أخرى لزرع عضلات يتم نقلها من البطن.
ولأن الثدي بالنسبة للمرأة عضو أساسي وحيوي ويعتبر رمزا للأمومة والأنوثة، فأي تغيير في شكله أو حجمه يعتبر من المشاكل القلقة بالنسبة للمرأة، وقد يتسبب في العديد من المشاكل النفسية مثل انعدام الثقة بالنفس والانطواء.
وقد حدثت في الآونة الأخيرة تطورات هائلة في جراحات الثديين مثل عمليات تكبير حجم الثديين التي تعتبر من العمليات البسيطة والتي لا تحتاج إلى إقامة بالمستشفى، حيث يتم عمل فتحة صغيرة طولها حوالي 2سم2 أسفل الثدي أو الإبط ويتم زرع بالونة تحت الثدي ثم تملأ بمحلول الملح الطبيعي، وتساعد هذه العملية على عودة الثديين إلى حجمهما الطبيعي، وقد أثبتت الدراسات الحديثة التي أجريت على أكثر من 100 ألف حالة في أمريكا وكندا إلى أن هذه العملية لا علاقة لها إطلاقا بأورام الثدي كما هو شائع عند بعض الناس.
أما بالنسبة لكبر حجم الثديين فإن عملية تصغير الثدي تعتبر من العمليات الدقيقة التي تحتاج إلى خبرة ومهارة الجراح، إذ يتم إعادة تنسيق حجم الثدي وتصغيره إلى ما يتناسب وحجم الجسم، أما عن ترهلات الثدي التي تحدث بعد الرضاعة فإن علاجها يتم عن طريق عملية شد الترهلات، وهي أيضا تعتبر من الجراحات البسيطة التي تتم عن طريق فتحة صغيرة وعن طريقها يتم رفع الثدي وشد الجلد، وتعتبر جراحات تجميل الثديين من جراحات اليوم الواحد حيث يتم خروج المريض من المستشفى في نفس اليوم، ولا تؤثر تلك العمليات على الرضاعة الطبيعية إلا بنسبة ضئيلة، وكذلك لا تؤثر على مناطق الإحساس بالثدي، وكما ذكرنا أنه لا علاقة لها إطلاقا بأورام الثدي.
ويوصف سرطان الثدي بأنه تكاثر فوضوي لمجموعة من الخلايا التي تتكاثر بسرعة لتشكل درنة قد تظهر في الغدد أو في قنوات الحليب، كما تنتشر غالبا في الغدد الليمفاوية تحت الإبط قبل أن تهاجم الأعضاء الأخرى السليمة، وسرطان الثدي من الأمراض المنتشرة حاليا، ويعد الأكثر شيوعا بين النساء من عمر 40 - 69 عاما، ويزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي عند المرأة مع التقدم في العمر، وهناك خطر الإصابة بسبب العدوى الذاتية، أي انتقال المرض من أحد الثديين إلى الآخر، وهنا يأتي دور الجراح (والمريضة أيضا) في ملاحظة أية تغيرات على الثدي، إذ تنبئ بعض التغييرات - التي قد تكون في بدايتها غير ضارة - الجراح إلى احتمال إصابتها بالسرطان.
وللتأكد من إصابة الثدي بالسرطان يجب أن يتم التعرف إلى الورم في عيادة الطبيب من خلال شفط بعض الأنسجة باستخدام إبرة وتخدير موضعي، ويتم أخذ عينة من الورم ووضعها على شريحة ودراستها، وبالتالي يتعرف الجراح على الطريقة المناسبة للتخلص من الورم وإزالته.
وإذا كان شفط بعض الأنسجة بالإبرة غير مجد، يتم اللجوء إلى استخدام إبرة أكبر لاستئصال عينة أكبر من أنسجة الورم لفحصها تحت المجهر، وفي طريقة أخرى يتم وضع سلك خطافي وتتم مراقبته بالماموجرافي للتعرف المبكر إلى المرض قبل أن تبدأ الخلايا بالنمو المضطرب، ويتم حاليا تطوير تقنيات لإزالة الخلايا التي قد تكون عرضة للمرض دون الحاجة لإجراء عملية جراحية.
ويمكن التخلص من المرض عن طريق الجراحة التي تهدف إلى التخلص من الورم، وقبل إجراء العملية يتحدث الجراح مع المريضة بشكل مفصل حول ما إذا كان سيتم التخلص من الورم فقط أو إزالة الثدي بالكامل، وطرق العلاج متوافرة ولا تعد الجراحة الحل الوحيد المتوافر حاليا، إذ أن العلاجات الأخرى تلعب دورا في التخلص من هذا المرض وتشمل: استخدام الراديو ثيرابي لعلاج ما تبقى من الثدي وذلك في الحالات التي يتم فيها التخلص من الورم فقط كما يتم استخدامه في الحالات التي يظهر فيها مرض موضعي في الصدر ولعلاج مواضع أخرى من الجسم إذا ما انتشر المرض.
- العلاج الكيميائي في الحالات التي يكون السرطان قد انتشر في كل الجسم، كما يتم استخدامه بانتظام لتجنب عودة ظهور المرض على المدى الطويل وكذلك يستخدم لتقليص حجم الأورام الكبيرة بما يسمح بإجراء عملية.
- العلاج بالهرمونات عن طريق استخدام دواء تاموكسيفين حيث يستخدم في حالة الأورام الحساسة للأستروجين.
|