اكتشف العلماء في كلية هارفرد الأمريكية للصحة العامة أن المرأة التي تعاني من النحافة الزائدة أو ما يعرف بالهزال معرضة للعقم ومعرضة لأمراض الخصوبة تماماً مثل التي تعاني من زيادة كبيرة في الوزن والسمنة المفرطة.
وقد أثبت العلماء في هذه الكلية ان تناول كميات قليلة من الدهون مع الاهتمام بالطعام المتوازن وممارسة نشاط رياضي بشكل روتيني ثابت يؤثر إيجابياً على خصوبتها ولا يعرقلها حتى عندما تتعدي السن المعروفة للحمل والولادة، وفى المقابل فإن انخفاض نسبة الدهون في جسم المرأة عن 25% مثلا يقلل من احتمالات حملها ويزيد نسبة تعرضها للعقم بالإضافة لمشاكل انقطاع الدورة الشهرية.
هذا ومن المعروف أن الدورة الشهرية تنقطع بين النساء اللاتي يمارسن الرياضة بشكل عنيف يفقدهن طبقة الدهون الضرورية في الجسم، ومن المعروف ان نسبة الدهون الطبيعية التي لابد ان تتواجد في جسم المرأة هي 25% بينما تصل إلى 15% عند الرجل.
ويؤكد الخبراء على ان الفتاة في مرحلة ما قبل البلوغ والتي يبلغ طولها خمس أقدام او يزيد قليلا يجب الا يقل وزنها عن 41 كيلو حتى لا تتأثر قدرتها على الحمل لاحقاً.
أما الفتاة البالغ التي تتساوى في الطول مع السابقة فلا بد ألا تزن أقل من 46 كيلو حتى تستمر عندها الإباضة بشكل طبيعي، وقد لا يرافق العقم الذي تصاب به المرأة النحيفة أي أعراض محذرة كانقطاع الحيض مثلا.
هذا يدل على ان النحافة المفرطة كالسمنة المفرطة تؤدي لتعطيل الخصوبة عند المرأة.
ويشير الخبراء إلى ان النساء اللاتي يعانين من النحافة ويتبعن نظاماً غذائياً صارماً تنعدم أو تقل فيه نسبة الدهون الضرورية للجسم يعرضن صحتهن بشكل عام للأمراض وبشكل ثانوي خصوبتهن للتعطيل.
وتعاني النساء اللواتي يمتهن الرياضة القوية وعارضات الأزياء وكذلك الراقصات في الغرب من مشاكل في الخصوبة نتيجة الهزال والنحافة الزائدة التي يحافظن عليها لغرض المهنة، وأن أغلب هؤلاء العارضات مثلا يتخلين عن الأنظمة الغذائية المنحفة عندما يسعين للحمل في مرحلة من مراحل حياتهن.
لكن تضرر الجسم وجهاز الخصوبة من النحافة الزائدة وعلى مدار سنوات طويلة قد لا يتيح للمرأة منهن فرصة الحمل بشكل طبيعي لاحقا، وتلجأ معظمهن للطب لإيجاد حلول لهذه المشكلة.
هذا مع العلم بأن انتظام الدورة الشهرية عند النساء مرتبط بوجود هرمون الليبتين الذي يكون موجوداً بشكل طبيعي في الخلايا الدهنية وعندما تقل نسبة الدهون في الجسم فإن الاختلال يصيب إفراز هذا الهرمون فتختل الدورة الشهرية، وهرمون الليبتين ثبت تأثيره سابقاً على الشهية والوزن ولا تزال الدراسات تبحث في تأثيره على زيادة الوزن عند البعض المصاب بالسمنة المفرطة.
| 
"الطبية"