* الرس - أحمد الغفيلي:
تشكل ظاهرة تنامي العزوف الجماهيري عن حضور لقاءات كأس دوري خادم الحرمين الشريفين من موسم لآخر مؤشرا سلبيا يؤثر في قوة المنافسة بكبرى المنافسات المحلية، والتي يفترض أن تستحوذ على أكبر قدر من الاهتمام والمتابعة.
والمتابع للقاء حامل اللقب بطل الموسم الماضي الشباب والقادسية المرشح لاحتلال أحد مقاعد المربع الذهبي يلحظ بوضوح خلو مدرجات الأمير فيصل بن فهد إلا من عدد قليل لم يتجاوز الخمسين مشجعا توزعوا ما بين مدرجاته وعدد مماثل وربما أقل من الإعلاميين ومن لهم صلة مباشرة بالفريقين، وهو ما اعطي انطباعا لدى من تابع المباراة تليفزيونيا بأن ما يشاهدونه أقرب ما يكون مناورة او لقاء وديا لا مواجهة رسمية مدرجة ضمن جدول أهم وأغلى المنافسات الكروية السعودية.
ويمثل الغياب الجماهيري واقتصار التواجد على لقاءات محدودة خطرا يهدد الإثارة والمتعة التي غابت تدريجيا في المرحلة التمهيدية، بحيث اعتادت الجماهير على الاكتفاء بالحضور والمساندة في مراحل الحسم ومواجهات المربع الذهبي لكونها خلاصة موسم كامل يمكن من خلالها لرابع المرحلة التمهيدية قطف ثمار المتصدر والفوز باللقب.
الغياب الجماهيري بالتأكيد نتيجة متوقعة للإصرار على استمرارية نظام المربع الذهبي والذي لم تجدِ كافة التعديلات في إقناع الجماهير بقبوله، في ظل توافر بدائل استحوذت على المتابعة وشد الانتباه وفرتها القنوات الفضائية تقام جُلّها وفق نظام الذهاب والإياب، وتتويج الأكثر تحصيلاً للنقاط، وترتبط نتائجه في كل الجولات ببعضها البعض، خلاف ما يتيحه المربع من فرص إضافية للفرق التي لم تظهر بما يؤهلها للتتويج بالتركيز على ضمان مقعد، ومن ثم إحداث مفاجآت واستغلال ظروف عدة كالغياب والإصابات في لقاءات لا تقبل التعويض والفوز باللقب، إضافة إلى ما يتخلل الموسم من تقديم وتأجيل وغياب الدوليين وسوء اختيار العناصر الاجنبية والتوقف الطويل وتداخل المسابقات وإقرار انطلاقة الموسم بالمسابقة الأهم وضعف الاستعداد والتحضير وارتفاع سعر التذاكر والنقل المباشر غير المقنن.
وللمصلحة.. لابد من المكاشفة بالحاجة للتغيير والتطوير وإيجاد بدائل لجلب الجماهير وحفزهم للعودة للمدرجات وعدم المكابرة، فالدوري السعودي بوضعه الحالي لن يسهم في تطور الكرة السعودية، وإذا ما قورن بنظائره خليجيا وعربياً فالفروقات شاسعة، والحاجة ملحة لنقلة نوعية مماثلة لما هو معمول به عالمياً، والعودة للنظام السابق بعد أن استنفذ المربع غايته ولم يعد لاستمراره جدوى وفائدة.
|