Saturday 2nd October,200411692العددالسبت 18 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "سين وجيم"

زوجي جاهل وأرعن ولا يعلم أنه مريض زوجي جاهل وأرعن ولا يعلم أنه مريض

* تطرح كثيراً ما تُسميه بالجلسة النفسية مع النفس وأن هذه الجلسة أفادت الكثير من الناس خاصة الذين بغوا وخاصة النساء اللاتي حصل منهن جنايات ما.
فهل تكتبون عن هذا؟
وهل تبسطون الكلام نحوه؟
صفية بنت حمد سبيت آل دهمان
قطر
الذين يقعون في الخطأ ويحسبون أنهم لم يقعوا على الظن فهم انهم مجتهدون، أو انهم يرون ما لا يرى غيرهم هم أنفسهم في هذا لعل الكثير منهم يرى الخير فيما يقوم به، وان كان ما يقوم به خطأ، وهنا كما هناك يقع اللوم بعد مرور زمن طويل على الأعمال الحاصلة يقع اللوم ويكبر مع الأيام وينحو باللائمة على صاحب كل من يطالع هذه الأخبار والروايات ولو بعد قرون.
ولقد وجدت حسب معاملتي مع كثير من الناس من خلال الفتيا، وطرح الآراء وإبداء الملاحظات لطالبيها ان هناك طريقة مجدية لمن يُخطئ على غيره خاصة إذا صدر الخطأ على سبيل الذكاء أو الكيد أو المكر، مع العلم أن المُخطأ عليه (المظلوم) قد يكتشف هذا وقد لا يكتشفه لكنه يسجل على الأقل كحاصل ثابت ولو من بعض الذين يكونون معاً في شيء واحدٍ أو أشياء وبعد حين يفشو هذا فيدرك المسكين حالته.
أقول: لقد وجدتُ طريقة مجدية جداً تجعل المخطئ بتعمد والمخطئ مرة أو مرتين ارتجالاً يفيق من حالته التي يعيش فيها وسط الخطأ، ولك هي:
أن تكون له مع نفسه جلسة خاصة صارمة فيخرج عن وقته بعيداً بعيداً وينظر بتجرد تام وأمِن أنَّه كان منذ خمسين عاماً يعمل: كذا، ويتعامل بكذا.. إلخ ثم يتصور الخطأ والعجلة، وسرعة الحكم ونية التعامل بحق وأمانة.
هنا على كل حال يختلف الرجال لأنهم معادن يختلفون وعلى ضوء هذا الاختلاف يصحح الخطأ هذا، ولا يصححه ذاك، بل قد يستمرئ الخطأ حتى وان قام بهذه الحالة النفسية الجيدة الصالحة.
ولا جرم فإن مثل هذه الجلسة قد جُربت كثيراً في كثير من الحالات عبر عهود وعهود لكنها دوَّنت نجاحاً طيباً للذين قاموا بها فاستمعوا إلى أصواتهم هم (فقط) من الداخل فعملوا بنزاهة وتعاملوا مع الحياة بنجاح سائد خلدهم تترا.
ولعل قضية الزواج من أهم ما يمكن أن يكون إذا أراد أحد الزوجين الخير لنفسه ثم لشريكه.
وكذا: الحال للجار بجاره، والأخ بأخيه، والشريك بتجارته بشريكه.
وكذا الحال، للصديق بصديقه عند وشاية أو سوء فهم.. إلخ.
إن الحياة تتطلب مثل هذا لئلا تنقلب المرارة إلى صرخة في جوف ليل مظلم لا يسمعها ولا يرى صاحبها إلا الله.
فكم من زوجة ذهبت بسبب هذا.
وكم من زوج ذهب بسبب هذا.
وكم من أخ ذهب بسبب هذا.
وكم من صديق ذهب بسبب هذا.
وهكذا..
لكن تلك الجلسة تُحيي موات النفوس وترد صاحبها إلى رشده ولو كره ذلك مادام يعقل وكتابه وهاديه بين يديه ينظر ويسمع ويأخذ ويعطي وهو في حال صارمة جادة مع نفسه يبعدها عن المهاوي ليأخذ بها إلى سبيل الخير والكتاب المستبين.
1 - لقد حاولت الزوجة بذكاء ومهارة وترتيب متين ان تجعل كل من يحيط بها ضد زوجها - الجاهل، الأرعن، المريض.
2 - كل هذا والزوج لا يعلم لكنه يحس أحياناً بمرارة اللقاء مع أبيها.
3 - وتتطور الحال وتركب الزوجة الصعب والذلول فتفوز أخيراً بطلاق على ورقة جاءت من الزوج بقوة محسوسة.
4 - ثم تتزوج وتنجب لكنها السيئة مع نفسها ومع بعلها الجديد ثم مع أبيها وذويها الأقربين.
5 - وتتفاقم الأمور فتندم: أنا كنت لا أحبه لأنه عجل وشديد الغيرة جداً (فقط)؟؟
6 - ثم ماذا مرض.. ومرض، وشوق.. وشوق فهي بين: ألم ضمير صارخ دائم، وبين جنون متسرع.
7 - ثم كانت النهاية (البلوى).
8 - آه.. أصابني سهمه ليته لم يفزع آخر الليل.
وهكذا حيث غاب عنها أمر تلك الجلسة ولم يكن لها من نفسها واعظ حاذق، ولم يكن بقربها عاقل أمين يخاف.
ولم يترك الأول للآخر شيئاً.
لكنها غيبة الحال الحاضرة, وذهول النفس عن المستقبل بسبب أهلها وأمها بخاصة.
وكم كانت (الأم) في الغالب تدير خطأ لو تدبرت وكانت بمنجاة من (دعوته عليها) لكنها رتعت في بحر لجي متلاطم، هي لو جلست جلسة واحدة عاقلة أمينة لتدبرت حالها: الآن.
9 - دخل عليها زوجها الجديد وهي تقول بندم عظيم:
- ليتني لم أُسمِ ابني هذا على أبي.
- ويذهل الزوج ليعبر قائلاً.
- ماذا... ماذا؟؟
- اسكت يا كهل فلست أعني شيئاً.
- بلا تعنين.
- ماذا.. إذاً.. فهمت.
- صمت.
- ولأنه لا يعلم حقاً، فالصمت حكمة.
- وتصمت هي أيضاً.
- ويؤذن المؤذن للصلاة.
- وكم كانت تود لو لم يسمعها، لكنها لن تتفوه أبداً بمثل هذا.
وهي إذ سمَّت ابنها على اسم أبيها إنما هذا بر ومعروف، أليس والدها، أليس الذي أنقذها من زوجها الاول فهذا إذاً جميل أن أجعل ابني اسمه على أبي.
10 - لكنها تستعيد الذكرى فابوها نصح لها لكنه كان جاهلاً إذ حذرها منه، ووقف معها لكن من خلف (الأبواب).
وها هي السنون تمر وتمر.
ولسان حالها يقول: ليتني حفظت عهد ذلك الشاب ليتني.. ليتني، ليتني أعطيته بعض حقه على الأقل.
11 - ليتني لم أُسم عليه، فقد جمعتنا العاطفة، فقط، والمصلحة الظاهرة لي فقط.
12 - ويدخل زوجها، ليبادرها قائلاً بتثاقل الكهل:
- قومي.. يكفي قعوداً.
- وتنهض ثم تسقط وصورة ذلك الشاب في مخيلتها ثم تفيق في المستوصف القريب.
- إنها الآن تعاني من جلطة.
- مماذا؟
- من جلطة.
- ويهمهم الكهل.
- جلطة.. جلطة.. جلطة.
- وتبقى القصة مرسومة في ذهن الكهل الجاهل عن كل شيء.
- ولكنها قبل ذلك محفوظة في السماء.
وتنتهي.. أخيراً.. بالاعياء.
- وفجأة يزورهم ذلك الشاب، أليسوا.. أرحامه من قبل, ألم يمر على القضية (ثلاثون عاماً).
بلى...
- إذاً.. يزورهم.
- لكنها كانت زيارة الحق.
فقد أحيا مواتاً.
لكنه موات الندم والعويل هُنا وهُناك.. ليتنا كنا الآن لبيت الثلاثين عاماً دقائق ثم تموت.
لكنها قارئي العزيز (محفوظة في السماء).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved