Saturday 2nd October,200411692العددالسبت 18 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

رحلن في شهر العسل رحلن في شهر العسل
هيفاء العثمان - الرياض



وكم من عروس زينوها لعرسها
وقد نسجت أكفانها وهي لا تدري

نعم أعزائي القراء لقد أصابنا ما سمعنا وقرأنا عن وفاة عرائس في شهر واحد لم يمض على زفافهن سوى أسبوعين ولا حول ولا قوة إلا بالله، فالأولى: ما قرأته في جريدة الجزيرة. وهي تقدم العزاء لأحد المحررين في وفاة ابنة خاله التي لم يمض على زواجها أسبوعان (رحمها الله) والثانية: في الرياض خبر وفاة عروس في طريقها هي وزوجها وهما في طريقهما للمنطقة الشرقية لقضاء بعض الإجازة وشهر العسل في ربوع الوطن لم يمض على زواجهما سوى أيام.
أما الثالثة: فقد حدثتني إحدى صديقاتي عن قريبة لها أقيم لها حفل استقبال بعد زواجها بعشرة أيام وبعد انتهاء الحفل ذهبت لبيتها الذي قامت بتأثيثه لتكوين أسرة سعيدة ولكن أصيبت بضيق وأسلمت الروح لبارئها وكل من حضر الحفل كان على موعد في الغد لتقديم العزاء ولا حول ولا قوة إلا بالله - رحمهن الله رحمة واسعة وأسكنهن فسيح جناته وعظَّم الله أجر والديهن وعوضهن الله بيوتهن التي كن يحلمن بها بقصور في الجنة. أ. هـ.


دار متى ما أضحكت في يومها
أبكت غداً قبّح لها من دارِ
طُبعت على كدرٍ وأنت تريدها
صفواً من الأقذاءٍ والأكدارِ

فهذه الدنيا الخائنة التي لا تبقى على حال تحول المسرور إلى محزون في ظرف ساعة تصبح وأنت سعيد فيأتي المساء خبر مزعج يكدر الخاطر ينبغي لنا كمسلمين ألا ننكر في هذه الدنيا وقوع المصائب على اختلاف أنواعها من حوادث مفجعة، وإنها لا تصفو لأحد من أبينا آدم عليه السلام وكل الأنبياء عليهم السلام أصابهم ما أصابهم من الهم والحزن وإلى أن تقوم الساعة. ليس فيها لذة على الحقيقة إلا وهي مشوبة بالكدر فكل ما يظن في الدنيا أنه شراب فهو سراب وعمارتها وإن حسنت صورتها خراب وجمعها فهو للذهاب. ولولا أن الدنيا دار ابتلاء لم تتصور فيها أمراض وأكدار ولم يضق العيش فيها على الأنبياء والأخيار. هذا محمد صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من موت الفجاءة وفي نفس الوقت يوصينا بالإكثار من ذكر هادم اللذات وليس مقصوده صلى الله عليه وسلم أن يضيق على المسلم ويكدر عليه وليكن القصد هناك سامٍ وهو أن المسلم إذا تذكّر الموت وجعله أمام عينيه أكثر من فعل الخير والتزود للآخرة، فالعاقل من عمّر قبره قبل أن يدخله وأعد للسؤال جواباً، ويكون على حذر من الدنيا ولذاتها والعاقبة للمتقين: فكل شيء زائل.


تفكر في مشيبك والمآبِ
ودفنك بعد عزك في الترابِ
إذا وافيت قبراً أنت فيهِ
مقيماً فيه إلى يوم الحسابِ
وفي أوصال جمسك حين تبقى
ممزقة مطقعة الأهابِ
فطلِّق هذه الدنيا ثلاثاً
وبادر قبل موتك بالمتابِ

نعم من هذه حالها فنطلقها جميعاً طلاقاً لا رجعة فيه ولتستلم ورقة طلاقها مهانة من محكمة قلب المؤمن. ونستعد ليوم الرحيل فلا ندري متى سنموت وعلى أي حال قال تعالى: (وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت) لقمان 34.
فلنجدد التوبة ونحن نستقبل بعد أيام الشهر الكريم. اللهم بلغناه وإياكم وأن يجعلنا الله من المقبولين.. نسأل الله أن يوقظ قلوبنا من الغفلة لندرك ما تبقى من أعمارنا.. اللهم اختم بالصالحات أعمالنا ويجعل آخر كلامنا من هذه الدنيا لا إله إلا الله.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved