Saturday 2nd October,200411692العددالسبت 18 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

الحقيقة المغيبة عن بعض العقول الحقيقة المغيبة عن بعض العقول
منيرة ناصر آل سليمان

هناك فرق واضح جداً لكنه مغيب تماماً عن إدراك غير المسلمين ، وللأسف بعض المسلمين التابعين لهم ، فنعق الفريقان باتهامات خبيثة النوايا لبلادنا ، يزعمون فيها بانتهاكها حرية الأديان لمن يعيشون على أرضها الطيبة.
وكأنهم لا يعملون أن جميع مواطنيها - ولله الحمد والمنّة - يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. وكل من يعتقد بذلك يعتبر مسلماً خاضعاً لما قال الله ورسوله ، أما الفرق الكبير الذي أعنيه فهو بين دولة مسلمة أعلنت أنها تحكم شرع الله تعالى وبين دولة أعلنت أنها تحكم شرع البشر.
لو اتضح هذا الفرق وبلغ أولئك الناعقين هذا المفهوم لتواروا خجلاً من سذاجة تفكيرهم وقصور رؤيتهم وضبابيتها ، لكننا قد لا نعتب على غير المسلمين وقد اتضحت أهدافهم وبانت نواياهم ، بقدر ما نعتب بل نشهر سباباتنا في وجوه أولئك الذين أرادوا استغلال الظروف وبانت معادنهم ، فحاولوا إبراز أنفسهم على حساب ثوابت إسلامية وركائز غير قابلة للبحث والنقاش وإسداء الآراء العقيمة ، فقد بت فيها منذ أربعة عشر قرنا لكنهم وهم مسلمون لا يعلمون أنهم ينفذون مخططات الأعداء ويسهلون مهماتهم..!؟ إن بلادنا - ولله الحمد والمنّة - أعلنت منذ البدء على الملأ أن دينها الإسلام.. ولا مجال أبداً لتعدد الأديان وإقامة شعائر دين آخر وبناء معابد أو كنائس أو حتى إشهار ومجاهرة غير المسلمين لأديانهم.. إذ لدينا تكليف وأمر يلزمنا بذلك ونحن بهذا نتعبد الله تعالى ونتقرب له.
قال صلى الله عليه وسلم : (لا يجتمع دينان في جزيرة العرب) ، ولا مجال لظلم غير المسلمين في هذا ، فهم يعلمون وهم قادمون للمملكة أنها دولة مسلمة ، ولا مجال إطلاقا لإشهار دينهم ، وعليه لهم الخيار أما البقاء لعل الله تعالى يهديهم (وما أكثرهم ولله الحمد) ، أو مفارقتنا إذا أراد أحدهم كنيسة يتعبد فيها ، وكأنهم يأبهون بالذهاب إليها في بلادهم ، فهذه كنائسهم تدق أجراسها على رؤوس قساوستهم أكثر الذاهبين إليها من العجائز ، وربما كان آخر عهده بها يوم زواجه أو ينتظر هذا اليوم فقط.
فلمن الكنيسة إذن؟ وكلنا مسلمون ولله الحمد؟
ولم تحدث - بحمد الله تعالى - أي حالة ردة ، بل على العكس يدخل في الإسلام أعداد كبيرة من غير المسلمين دون إكراه ، فقد قال تعالى : (لا إكراه في الدين). فكيف تطالبون بحرية تغيير المسلم لدينه؟؟
ولدينا أيضاً أمر وتكليف وحد من حدود الله تعالى لمن يرتد عن الإسلام ، قال الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - في حديث : (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث) وذكر منها (التارك لدينه المفارق للجماعة) رواه البخاري ومسلم ، فكيف نلتزم بهذا الأمر وهو شرعنا ثم نسهل لهم الردة؟؟
طبعاً لا مجال للتساهل في الحدود فهي شرعنا الذي أعلنا عنه ونحتكم له.. ولا خير لنا إلا بالتمسك به ، كما لدينا القرآن الكريم الذي تكفل الله بحفظه وهو كتابنا المقدس خير من أناجيلكم الأربعة!؟
ثم أليس في تقريركم وكذبكم انتهاكاً لحريتنا الدينية كدولة وشعب؟؟
أليس في بلادكم من يطرق الأبواب يدعو لدينكم ويجمع التبرعات للكنائس؟؟ ألم تنتهكوا حرية الإنسان بجميع حقوقه وليس الدينية فحسب في العراق وأفغانستان وفلسطين وغيرها ؟؟ وكيف تصبح إسرائيل بريئة ونحن المذنبون؟ لكن الهدف من ذلك واضح وغير غائب عن إدراكنا وحذرنا وهو معاداة الإسلام والهجمة عليه في أرض منبعه ، عليهم من الله ما يستحقون.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل من أراد به شراً واحم بلادنا وبلاد المسلمين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved