صناعة الإرهاب في المملكة

أما آن لهذه الغمامة أن تزول، وأن ترفع عصابة الجهل عن العقول والعيون..؟!
الذين تابعوا البرنامج الوثائقي الذي بثته القناة الأولى لتلفزيون المملكة عن صناعة الإرهاب في المملكة لا بدّ أن ردّدوا ما بدأنا به؛ فالحقائق التي تابع مشاهدتها وسماعها الملايين داخل المملكة وخارجها، والتي كشف عنها عبد الرحمن الرشود، وخالد الفراج، تؤكد بيقين قاطع أن كلا الاثنين الرشود والفراج يجسدان صحوة ضمير عالية التميّز؛ فالاثنان ظهرا متماسكين بعرضهما الحقائق بأسلوب واضح ومتسلسل دون تلكؤ أو تردد، وبطريقة توضح للمتلقي حجم ومقدار الزيف والخداع اللذين تعرضا لهما، وهدفهما ألا يقع غيرهما فيما وقعا فيه هما وغيرهما بعد تعرّضهما لسلسلة من الإجراءات والأفعال التي سرعان ما تكشف لهم زيفها وبعدها عن الحقيقة إثر انغماسهما داخل خلايا التنظيمات الإرهابية. يقول عبد الرحمن الرشود: (يتصوّر الذي يسمع أقوالهم أنه سيدخل مجتمعاً ملائكياً؛ عبادة، وزهداً، وتقى، وورعاً، وترفعاً عن الدنيا وأموال الناس، لكن من خلال مخالطتي إياهم لاحظت أن ما يفعلونه لا يليق به أن يصدر ممّن يتصدّى لمهمة يزعم أنها جهادية).
يذكر الرشود أمثلة على أفعالهم المنكرة مثل حصولهم على بطاقات أحوال المواطنين التي يستغلونها في استئجار السيارات والمنازل والاستراحات؛ ممّا يعود بالضرر على المواطن صاحب البطاقة الحقيقية؛ إذ يجمعون بطاقات الأحوال من محطات البنزين التي يتركها أصحابها مرهونة، وبأسلوب التدليس والكذب والخداع يتجه أحدهم إلى المحطة أو المحل الذي يحتفظ بالبطاقة المرهونة مدعياً أنها لأخيه؛ فيأخذها ويستعملها للأعمال الإجرامية.
وهؤلاء القوم الذين يقدّمون أنفسهم كمتدينين ملتزمين يؤكد مَن عايشهم أنهم أبعد الناس التزاماً.
يقول خالد الفراج: (دخلت في رمضان في أحد البيوت، وأقمت فيه أربعة أيام، وبما أن الإنسان المسلم في رمضان يستغل وقته في الطاعة والعبادة، إلا أني وجدتهم على عكس ذلك تماماً؛ فقد وجدت أنهم لا يصلون صلاة التراويح.. رغم أن البيت الذي كنا فيه يمكن أن يجتمعوا ويصلوا فيه صلاة الجماعة والتراويح، إلا أني لاحظت أن ذلك لم يحدث طوال الأيام التي مكثت فيها. وقد لاحظت الإهمال الفاضح في تأدية الفروض؛ إذ إن صلاة الفرض لا تقام في وقتها؛ فهم يسهرون إلى ما بعد الفجر، ثم ينامون إلى ما بعد صلاة العصر، حيث يجمعون صلاتي الظهر والعصر، وأحيانا لا يصلون صلاة الظهر.. وعندما سألت عن هذا الأمر، قال فيصل الدخيل: هذا جائز وعندنا فتوى بذلك..)!!
هذه الأفعال والأقوال تأتي ممّن يسبغون على أنفسهم صفة الالتزام، والذين يكفرون المجتمع وعلماءه وموظفيه، حتى أن متزعم اللجنة الشرعية في خلية مكة المكرمة أوضح لخالد الفراج مشدداً على أن كل من لبس البدلة العسكرية هو كافر، وأنهم إذا مروا من نقطة تفتيش يطلقون النار مباشرة على العسكري الموجود فيها، سواء كان من الجوازات أو المرور أو الشرطة أو غيرهم.
أكثر من ذلك يقول - هذا الزعيم -: أي خطيب يصعد على المنبر وينكر التفجيرات التي حصلت في الرياض ويقول: إنها حرام، هو كافر..!!
كثيرة هي مفاسد هذه الفئة الضالة، وعديدة سلوكياتهم المشبوهة التي فضحها البرنامج الوثائقي الذي تابعناه ومعنا الملايين؛ فهذا البرنامج يعدّ عملاً جيداً ومدروساً وخطوة رائعة في مواجهة الفكر الضالّ بالفكر المستنير، والأكاذيب بالحقائق التي تسرد من قبل مَن كانوا معهم وعايشوهم إلى أن انكشف خداعهم وزيفهم؛ فانسلخوا منهم طلباً للنجاة من عذاب الضمير في الدنيا، وعذاب النار في الآخرة.