Saturday 2nd October,200411692العددالسبت 18 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

مستعجل مستعجل
التحليلات والدراسات.. صارت كذباً
عبدالرحمن بن سعد السماري

أسعار النفط اليوم.. والاقبال الكبير عليه.. ووصول سعره إلى فوق الخمسين دولارا للبرميل.. والنهم العالمي لشراء البترول.. لدرجة أن الدول المصدرة توشك أن تعجز عن الوفاء باحتياجات السوق.. كل ذلك.. أكد للجميع وبدون استثناء.. أن قرارات ودراسات وآراء المحللين وخبراء الطاقة.. وخبراء الاقتصاد وخبراء البترول والمراقبين.. لأن ذلك مجتمعاً.. صار جهلاً وكذباً.. ولا يمت للواقع بأية صلة.. بل بينه وبين الواقع مسافة كبيرة.
** لقد خرجوا علينا في محطات التلفاز وفي الصحف وفي الدراسات المنشورة وفي كل مكان (مبشرين) بمستقبل اقتصادي أسود.. وقالوا.. إن برميل النفط سيصل إلى خمسة دولارات ولن تجد من يشتريه.. وإن العالم.. سيتشبع من النفط.. وأن سعر البرميل سيكون أقل من كلفة إنتاجية وأن العالم سيشهد اعراضاً عن النفط.. وأن الدول المصدرة للنفط.. ستتحول إلى دول فقيرة جداً.
** ومشكلتنا.. أننا (نصدق)
** لقد منحنا الله الإيمان ومنحنا هذا الدين العظيم.. الذي تتعاضد نصوصه الشرعية من الكتاب والسنّة.. والتي تؤكد أن هذه القرارات والآراء والتحليلات.. ما هي إلا تخرصات أو أكاذيب.. أو رجماً بالغيب.. وأن الأمور بيد الله تعالى وحده.. وأن العلم عند الله..
** لقد كذب هؤلاء المحللون.. وصدق كلام الله.. وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.. الحقيقة والواقع المعاش.. أظهرت فشل وكذب وفساد آراء هؤلاء المحليين.
** قالوا.. إن الدول المصدرة للبترول.. بل خصوا دول الخليج (ستفتقر) وستصبح دولاً فقيرة.. وستشهد انهياراً اقتصادياً.. وصار العكس تماماً.. فالدول الخليجية في كامل عافيتها الاقتصادية.. وستسجل نمواً اقتصادياً هائلاً..
** لقد كان البعض مع الأسف.. ضحية هؤلاء المنجمين الكذبة أصحاب الظنون السيئة.. وعاش هؤلاء البسطاء في ضيق وكدر ونكد.. خوفاً من الافتقار فعزلوا (فلوسهم) عن الأسواق.. فلم يدخلوا سوق الأسهم.. الذي وصل إلى أضعاف مضاعفة.. وربح فيه من ربح.. وأثري من أثري.. وهربوا من سوق العقار.. الذي هو الآخر.. أدخل أناساً جدد في عالم الميلونيرات وبقيت (الطفسة) عندهم تراوح مكانتها.. إن لم تتناقص بفعل المشتريات اليومية.
** هذه نتيجة سوء الظن بالله.. وهذه نتيجة الثقة في كلام البشر.. ممن يسمون.. المحللين الاقتصاديين.
** لقد خرج علينا أكثر من محلل.. وأكثر من مسؤول بترولي.. حالي وسابق.. وقالوا.. إن الأمور تعيسة.. وأن المستقبل مظلم.. وأن العالم.. سيشهد انهياراً.. وأن الفقر يلوح في الأفق.. وأن العملات ستنهار.. وأن الأسهم ستنهار.. وأن العقار سيموت.. وأن الاقتصاد سيتداعى.. وصار العكس تماماً تماماً..
** وهل نتأدب ونتعظ وندرك..أن كلام هؤلاء الخبراء والمحللين.. كان مجرد تخرصات وكذب؟
** ثم.. هل من حق هؤلاء الذين تضرروا اقتصادياً ونفسياً و(أطاعوا) هؤلاء المسمين خبراء.. هل من حقهم أن يقيموا دعاوى عليهم ويطالبون بالتعويض.. من جراء ما أصابهم من أضرار مالية ونفسية وصحية؟
** نعم.. هؤلاء الخبراء (وهقوا) الكثير.. وورطوا الكثير ممن باع وهرب من السوق.. وحوّل فلوسه إلى (ين) أو (يورو) أو (دولار) أو ربما (دينار عراقي).
** إن هناك من ربح في سوق الأسهم عشرة أضعاف رأس ماله في شهرين.. وهناك من حوّله سوق الأسهم خلال الأشهر الأخيرة إلى مليونير.
** أما المتشائمون الذين لا يثقون في شيء.. والذين طاوعوا (خبراء) الإفلاس.. الذين قادوهم (للحفر والجفر) فقد بقوا في فقرهم، وسيظلون كذلك.. إلى أن يشاء الله تعالى.
** نتمنى.. أن يتعظ أولئك الذين تورطوا وصدقوا زمرة المتخرصين.. المسمين محللين وخبراء.
** لقد كانوا يسخرون من علماء الشريعة والدعاة.. الذين نهوا عن التشاؤم وعن التنبؤات وقالوا.. اعتمدوا على الله وحدة.. فصدق علماء الشريعة وكذب هؤلاء المحللون (الخراطون).
** علماء الشريعة.. يعتمدون على نصوص شرعية لا يعتريها الكذب.. ولا يعتريها القصور لأنها وحي إلهي.. والمحللون.. اعتمدوا على عقول قاصرة.. هل نتعظ؟


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved