* الرياض - بسام أحمد:
افتتح معالي الدكتور صالح بن عبدالرحمن العذل رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية حلقة النقاش العلمية بعنوان (الفحص الوراثي ودلالاته.. نواحي أخلاقية) التي نظمتها اللجنة الوطنية للأخلاقيات الحيوية والطبية في المدينة تفعيلاً للقرار السامي الذي وافق مؤخراً على مشروع مزاولة البحث على المخلوقات في المملكة.
وأقيم حفل خطابي بُدئ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم.
عقب ذلك ألقى الدكتور عبدالعزيز بن محمد السويلم المشرف على معهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئة بالمدينة، رئيس اللجنة الوطنية للأخلاقيات الحيوية والطبية، كلمة قال فيها: إن المادة الوراثية أو ما يسمى شفرة الحياة أصبحت مثل الكتاب الذي يمكن تصفحه بالوسائل التقنية الحديثة ليقرأ من خلاله الكثير من صفات المخلوقات الحية وتحديد العديد من الأمراض والاعتلالات الوراثية التي ظهرت أو يمكن أن تظهر على المخلوق الحي.
وأشار إلى أنه مع التقدم العلمي الحديث في مجال التقنيات الحيوية أصبح من الممكن جمع العينات البشرية بطرق دقيقة وسريعة جداً كالأدوات المستخدمة من قبل الفرد أو أماكن جلوسه، ومن خلال استخلاص المادة الوراثية يمكن تحديد العديد من المعلومات الخاصة بالفرد كقضايا الأبوة والبنوة، والصفات الوراثية والإصابة بالأمراض الوراثية، وتأثر الإنسان ببعض الميكروبات.
وبيّن الدكتور السويلم، أن اللجان والمنظمات العلمية والأخلاقية في العالم تتابع بخوف التوسع والانفتاح الكبير الذي يجرى حالياً في مجال التعامل مع الفحوص الوراثية، حيث إن التقدم العلمي في هذا المجال يمكن أن يمتد إلى جوانب قد تمس خصوصية الأفراد وحقوقهم خاصة عندما تصل نتائج الفحوص والمعلومات الوراثية إلى شركات التأمين وإلى من يمكن أن يسىء استغلال المعلومات ضد الأفراد والمجتمعات.
ثم ألقى معالي رئيس المدينة الدكتور صالح العذل كلمة أوضح فيها أن المدينة نظمت هذه الحلقة نظراً للتقدم العلمي الكبير الذي طرأ في مجال الفحص الوراثي بجوانبه التشخيصية الجنائية والمدنية، مما حتم متابعة آثار هذه التطورات وانعكاساتها على المستوى الوطني وكيفية الإفادة منها وتجنب السلبيات التي قد تتعارض مع الشريعة الإسلامية.
وقال معاليه إن اللجنة الوطنية للأخلاقيات الحيوية والطبية التي شكلت بتوجيه من المقام السامي، وتضم في عضويتها عدة جهات حكومية تهدف إلى ضبط استخدام الإنسان وغيره من المخلوقات في مسائل البحث العلمي، وتسعى اللجنة في هذا المجال إلى دراسة المستجدات العلمية في هذا الشأن ومناقشتها على ضوء الأحكام الشرعية ومراعاة تحقيق المصلحة الوطنية والإفادة منها وضبط تلك الممارسات البحثية وتنظيمها.
وأشار معاليه إلى أن إقامة هذه الحلقة التي تجمع نخبة من المهتمين في القضايا الطبية والأخلاقية في المملكة تستهدف تسليط الضوء على الجوانب المختلفة والمتداخلة لهذا الموضوع، للخروج بموقف وطني يستنير بآراء نخبة من العلماء والباحثين والمتخصصين على المستويين الأخلاقي والشرعي. بعدها بدأت جلسات حلقة النقاش.
|