Saturday 2nd October,200411692العددالسبت 18 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

نهارات أخرى نهارات أخرى
في معرض الكتاب: ممنوع دخول العائلات!!
فاطمة فيصل العتيبي

ذهبت لمعرض الكتاب مقتنصة أحد اليومين اليتيمين اللذين حددا للمرأة كطرف مناصف في المجتمع.
بينما تركت بقية الأسبوعين للرجال..
وأحسست مع اليومين اليتيمين بقيمة تواجدي الثقافي والاجتماعي في وطني ومؤسساته الثقافية..
فجامعة عريقة مثل جامعة الملك سعود لم تنجح بعد في تقدير المرأة والتعامل معها بالعدل والقسطاس!!
** ذهب زوجي منفرداً في أحد أيامه الكثر..
وذهبت منفردة في أحد اليومين اليتيمين..
فما الذي سيحدث في الدنيا لو أننا ذهبنا معاً.. ومررنا على أركان المعرض ومحتوياته معاً.. وتشاورنا.. وتحدثنا ونحن نقتني الكتب ونشتريها ونختارها..
هل تختلف أجواء معرض الكتاب عن أي مكتبة كبرى في الرياض يدخلها الرجال وتدخلها النساء ويقتنون الكتب ويتصفحون ويشترون ويدفعون.. الأب وابنته والأخ وأخته والزوج وزوجته.. أو حتى امرأة منفردة.. أو رجل منفرد!!
** هل هو مباح أن تدخل المرأة والرجل أسواقاً متنوِّعة فيها ما فيها مما تعرفون..
ويكون ذلك غير مباح في أسواق الكتب ومعارضها..
** سأتجاوز المكرور من الاستعطاف العادي الذي اعتادت النساء على تذكير الرجال به.
وهو الحديث المحق عن المواصلات وعن أعباء النساء ومسؤولياتهن وأن تقليل الأيام وجعلها محصورة في يومين فقط يضيِّق على النساء ويفقدهن القدرة على الحضور..
بينما السعة في المسموح من الأيام يعطي الفرصة الأكبر لمن لم تتوفَّر لها مواصلات أن توفِّرها في يوم آخر من الأيام الكثيرة، أو أن ظروفها تتحسن فيشفى طفلها المتعب وتتحسن حالتها الصحية وغيرها من الظروف التي تعتور المرأة وتزيد مسؤولياتها..
** سأتجاوز كل ذلك لأنه من المفترض أننا شقائق الرجال وأننا جُبلنا على عدم الاستعطاف والترجي.. وأن حقوقنا تصلنا ونطالب بها لكن دون أن نترجى ذلك أو نتسوَّل.. ما هي مبررات الجامعة في حصر اليومين النسائيين.
- قلة الحضور -
إن الشعور الطبيعي الذي يولِّده الجدول المنشور لأيام معرض الكتاب يوحي بأن هذا الشأن ليس من شأن المرأة، بينما أبسط أبجديات التسويق الصحيح الذي يعقبه إقبال جماهيري هو أن تُشعر المستهدف بأن هذا من أكبر اهتماماته.. وحملة التسويق والإعلان لمعرض الكتاب هي حملة تكاد تخرج لسانها للنساء وتقول لهن:
اتركن الثقافة واتجهن لعالم العطور والأثواب والطعام والشراب.
** السؤال المطروح بقوة في قمة رأسي الآن:
ما الذي يمنع من حذف هذه التقسيمات الغريبة في معرض الكتاب، فنحن النساء والرجال نتسوَّق معاً وندخل المستشفيات معاً وندخل المطاعم وأماكن الترفيه معاً..
تدخل عائلات وأطفال.. رجال منفردين ونساء منفردات.
إن معرض الكتاب سوق للكتب والثقافة والمعرفة..
ومن حق كل مواطن رجلاً كان أو امرأة أو طفلاً أن يدخل المعرض كل يوم من لحظة إقامته وحتى إزالة آخر أركانه..
فاعدلوا.. فالعدل أن يُعامل المعرض مثل سائر الأسواق الأخرى..
وأن يُنظر للمرأة على أنها طرف أساسي وشريك مهم في عملية الثقافة.
وأتمنى على المسؤولين والمنظِّمين لأي نشاط في هذا الوطن أن يعمدوا لتجنيب المرأة إحساسها بأنها فضولي يقتحم الصورة اقتحاماً..
وأتمنى ألا تجعلوا من المرأة الممتلئة ثقةً بنفسها وبناسها والتي تعتز بجهدها ومشاركتها أن تعتاد مثل هذه الشكوى..
فكثرة الشكوى تعطي الحياة لون المرارة..
فهل تريدون هذا لنسائكم..؟!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved