شاطئ
يوم في ( الجنوب)!
عبد الله الكثيري

ليس الجنوب الذي أعنيه هنا هو (جنوب لبنان) الذي لا ينفك يوماً من الممارسات والتحرشات الإسرائيلية الطائشة، ولا هو بجنوب المملكة (الأشم) الذي يزوره السحاب والمطر كل ساعة، بل الذي أتحدث عنه وأقصده هو جنوب العاصمة!
إنه الجنوب (المنسي) أو الجنوب الذي أرثى لحال قاطنيه الذين يشكلون السواد الأعظم من سكان مدينة الأحلام الرياض...!!
وإذا كان الجنوب الأول بهدوئه ونقاوة بيئته وروعة طقسه لم يسلم من أصوات المدافع وأزيز الطائرات، وإذا كان الجنوب الثاني يحتفل أهله كل يوم بصوت الرعد، ولمعان البرق، وحبات المطر، فإن الجنوب الثالث أو الجنوب المغلوب على أمره يعاني من التلوث وروائح المجاري الخانقة (أكرمكم الله)!
إنه يوم بل ربما ساعات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة قمت فيها بجولة على (جنوب الرياض) لعله قد تغير بعد سنوات من غيابي عنه، ولكن (المفاجأة) المُذهلة أن الوضع في هذا الجنوب قد ازداد سوءا، وكأن المسئولين في أمانة الرياض (لا يعنيهم) أمر جنوب العاصمة ولا ساكنيها!!
لقد قرأنا قبل سنوات اخباراً تبشر بالخير في تطوير (وادي حنيفة) ومشروعاً لتحسين وضع (الصرف الصحي) وإبعاد روائحه (العفنة) عن المنطقة، ولكن لا حياة لمن تنادي!!
فوادي حنيفة تحول إلى أشبه بأحد (أدغال افريقيا) من حيث الفوضى والحفر والتعديات بل أصبح منفى للنفايات ومخلفات البناء ومجرى (سلسا) لمياه صرف العاصمة!
أما مشروع الصرف الصحي فمكانك راوح بل إن الروائح تزداد وتزكم الأنوف، وتكتم الأنفاس متى ما هبت الجنوب، وما أصبر أهل جنوب العاصمة على هبوب الجنوب الذي يزورهم كل يوم!!
أما لو عرجنا على (المسلخ) وسوق الغنم وما يخلفانه من روائح وأمراض فإن الأمر يزداد سوءاً، ويؤكد بؤس حظ جنوب الرياض هذا بالإضافة إلى جشع صاحب المسلخ الذي يفرض على الزبون 19 ريالاً لذبح وسلخ الذبيحة منها 4 ريالات للكرتون تصوروا (كرتون) بأربعة ريالات فأي جشع هذا؟!
إن الحديث عن جنوب العاصمة يحتاج إلى صفحات وصفحات لانتشاله من الوضع (المُزري) الذي يعيشه أهله، ولكن الأمل في الله اولاً، ومن ثم في المسئولين الذين تهمهم سمعة عاصمتهم ورفعتها بأن يفرغوا أنفسهم ولو لساعات قليلة للقيام بجولة على أرجاء الجنوب ليشاهدوا بأنفسهم (العجب العجاب) لبعض مما ذكرت لعلهم يرحمونه ويلتفتون له وينتشلونه من وضعه الحزين والله من وراء القصد.