تماما مثلما حصل في مدرسة بيسلان في روسيا حصل في حي العامل ببغداد.
أطفال مدرسة بيسلان في الجمهورية القوقازية الذين كانوا وآباؤهم وأمهاتهم يحتفلون باليوم الأول لبدء الدراسة، فيما كان الأطفال يرددون الأناشيد ويتناولون الحلوى، ويحتفلون ببدء الدراسة في الصالة الرياضية للمدرسة هجم عليهم الارهابيون الذين يزعمون بأنهم يسعون إلى تحقيق استقلال الشيشان.. في غضون دقائق معدودة تمتْرس دعاة (استقلال) الشيشان خلف أطفال بعمر الورود، مئات الطلبة الصغار، ومعهم أمهاتهم وآباؤهم ظلوا تحت رحمة إرهابيين قساة، حولوا الفرح الطفولي ببدء الدراسة إلى( ميتم) جنائزي حصد قرابة الأربعمائة نفس بريئة.
وفي بغداد وبالتحديد غرب هذه المدينة البائسة كان سكان حي العامل وهو من الاحياء الشعبية الفقيرة يحتفلون بتشغيل محطة لتنقية مياه الشرب تزود سكان الحي وباقي الاحياء الشعبية غرب العاصمة... كان الأطفال في مقدمة الحضور وأكثرهم حرصاً على الاحتفال بهذه المناسبة، ففي مدينة بغداد التي كانت أكثر المدن فرحاً.. أراد أطفالها أن يستعيدوا بعضاً من الفرح الذي غاب كثيراً عن مدينة الفرح، وفيما كان الاطفال يمرحون ويلتقطون قطع الحلوى والبالونات الملونة.. انفجرت سيارة مفخخة لتتناثر أجساد الأطفال اليانعة، وتختلط أشلاؤها مع أشلاء أمهاتهم وآبائهم في مشهد مأساوي يذكر بمشهد ماحصل في المدرسة الروسية، ومثلما ظهر الارهابي شامل باسييف ليعلن مسئولية جماعته الإرهابية عن مذبحة أطفال بيسلان يظهر الارهابي الآخر أبو مصعب الزرقاوي ليعلن مسئوليته عن مذبحة الاطفال في بغداد.
يوم دموي آخر في عاصمة الرشيد يغطي على يوم دموي آخر ارتكبه جنرال الارهاب شارون في غزة، فقد جاء توقيت تفجير السيارات المفخخة في بغداد متزامناً مع الحملة الارهابية التي ينفذها عسكر شارون في شمال قطاع غزة..
ألا يكشف هذا التواطؤ والتزامن المريب ما يقوم به الزرقاوي، وما يقدمه من خدمات للارهابي الآخر شارون...؟!!
مذابح الأطفال في بغداد وبيسلان هل ترفع العصابة التي تغطي عيون وعقول من يعتبر أفعال قتلة الأطفال (جهادا) وأعمالا مشروعة لتحرير الوطن..؟!!
من بغداد إلى بيسلان مروراً بجروزني وصولاً إلى غزة ونابلس والخليل، كل الذين يسقطون أبرياء جلهم من المسلمين إن لم يكونوا جميعاً أكثرهم يقتل بيد من يدعون الانتماء لهذا الدين العظيم... والبعض الآخر يقتل بيد الذين يزعمون بأنهم يواجهون إرهاب المسلمين.. خلط للمفاهيم .. وخلط للأوراق وتوزيع محكم للأدوار.
|