* سامراء (أ.ف.ب):
أكد الجيش الأمريكي مقتل 94 مسلحاً فيما تحدثت مصادر عراقية محلية عن عشرات القتلى والمصابين في مواجهات مستمرة منذ فجر أمس الجمعة في سامراء التي سيطرت عليها القوات الأمريكية والعراقية.
وقد دخلت القوات الأمريكية وفوج من الجيش العراقي وآخر من الحرس الوطني خلال الليل المدينة التي تبعد مسافة 125 كلم شمال بغداد، في أول محاولة لاستعادة السيطرة على المدن التي استولى عليها مسلحون منذ مواجهات الفلوجة في نيسان/أبريل الماضي. وقال الرقيب روبرت باول من فرقة المشاة أمريكية الأولى: إن (الحصيلة الأخيرة ترتفع، لدينا إلى ما يقدر بـ94 وفاة وجريح واحد) بين المسلحين.
وقد أصيب ثلاثة جنود أمريكيين بجروح بحسب الجيش. وهذا أول هجوم واسع النطاق يشن للسيطرة على المدينة قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في كانون الثاني/يناير 2005. وجاء في بيان عسكري أمريكي (رداً على هجمات متكررة للقوات المعادية للعراقيين قامت قوات الأمن العراقية والقوات المتعددة الجنسيات بتوفير أمن المباني الحكومية والشرطة في سامراء باكراً هذا الصباح لدعم الحكومة العراقية الانتقالية والشعب في سامراء).
وقد سيطرت القوات الأمريكية مع فوجين من الجيش العراقي والحرس الوطني على المدينة بعد فشل مفاوضات لدخولها سلمياً قبل أسبوع.
وأعلن الطبيب خالد أحمد من المستشفى العام في سامراء (لقد تلقينا 20 قتيلاً و35 جريحاً سقطوا في الاشتباكات).
وقد أكد هذه الحصيلة قائد الشرطة العراقية في المدينة العقيد محمد فاضل. وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس أن الاشتباكات تدور في أربعة أحياء داخل المدينة في حين تسيطر القوات الأمريكية على مبنى مديرية شرطة سامراء ومبنى المجلس البلدي.
وأكد المراسل أن مرقد الإمام علي الهادي أصيب في المواجهات وشُوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من حوله إثر مواجهات بين مسلحين متمركزين في محيط المرقد والقوات الأمريكية المتمركزة في مبنى القائم مقامية المواجه. وفي وقت سابق أفاد المراسل أن مساكن عديدة دمرت في اثنين من أحياء المدينة اثناء الاشتباكات.
وقال الجيش الأمريكي: إن القوات الأمريكية والعراقية استعادت السيطرة على مبانٍ للحكومة والشرطة في المدينة.
وقال بيان للجيش الأمريكي (رداً على الهجمات المتكررة التي لم يسبقها استفزاز من جانب القوى المعادية للعراق قامت قوات الأمن العراقية والقوات المتعددة الجنسيات بتأمين مباني الحكومة والشرطة في سامراء في ساعة مبكرة من صباح الأول من أكتوبر دعماً للحكومة العراقية المؤقتة وشعب سامراء.
وقد تفاقم الوضع في المنطقة مساء الخميس عندما رصدت القوات الأمريكية مسلحين كانوا يفرغون متفجرات من ثلاثة مراكب على ضفاف دجلة كما قال السرجنت روبرت باول المتمركز في تكريت شمال سامراء.
وقد أطلقت قذائف هاون حينذاك من أحد المراكب على سامراء فردت القوات الأمريكية مما أدى إلى مقتل أربعة متمردين، كما أكد السرجنت باول. ثم اجتاحت القوات الأمريكية المدينة فيما حلقت مروحيات حربية فوق المنطقة.
وكان محافظ صلاح الدين حيث تقع سامراء حذر الخميس من استئناف أعمال العنف.
وقال حمد حمود القيسي: (لقد حذّرت الأمريكيين من العنف في بلد والضلوعية (المدينتين المجاورتين) المرتبط بما يجري في سامراء).
وكان أوضح أن مسؤولين عراقيين على وشك إبرام اتفاق مع الوجهاء المحليين للسماح للامريكيين بالعودة إلى سامراء التي تم إخلاؤها في مطلع حزيران/يونيو. ويأتي هجوم سامراء اثر تصريحات لنائب رئيس الوزراء العراقي المكلف بشؤون الأمن القومي برهم صالح الذي أكد الخميس أن الحكومة تعتزم معاودة السيطرة على المدن المتمردة بحلول تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
|