المتتبع لمواقف المملكة من أشقائها يلمس على الدوام حرص المسئولين هنا وعلى رأسهم جلالة الملك المعظَّم على أن تكون علاقاتنا متينة مع الجميع ولا تمس بمصالحهم، إلى جانب أن هذه العلاقات يجب أن يكون هدفها الخير وغايتها المصلحة المشتركة.
والاتفاق الاقتصادي بين المملكة وسوريا الذي تم التوقيع عليه مساء أمس والذي توصل إليه البلدان بعد المحادثات التي جرت بين وفدي المملكة وسوريا هو صورة لما قلناه.
لأن النتائج الطيِّبة التي ستستفيد منها الشقيقة سوريا وكذا المملكة من هذا الاتفاق سينعكس أثرها على الرغبة الصادقة في بناء علاقة يسودها الإخلاص بين البلدين، كما أن الاتفاق سيخلق سيولة نقدية وسينمي الاقتصاد في سوريا والمملكة بصورة تجعل المصانع الوطنية بالنسبة لمستوى الإنتاج تتفوق على الكثير من السلع الأجنبية.
إن هذه الاتفاقية ما هي إلا امتداد للمواقف النبيلة التي تعوَّد الفيصل أن يقفها مع أشقائنا ليبقى المواطن في المملكة فخوراً وسعيداً بأن وفَّقه الله بزعيم ينشد الخير لكل العرب ويقدِّم العطايا لكل المسلمين.
لهذا كان للمملكة مكانة خاصة بين الأشقاء.. وما تلقاه من تقدير واحترام منهم ما هو إلا نتيجة طبيعية لمواقفنا الرائدة والمخلصة على الدوام.
|