في مثل هذا اليوم من عام 1904 اتفقت هولندا والبرتغال على تقسيم جزيرة تيمور إلى قسمين هما تيمور الشرقية وتيمور الغربية، وكانت هولندا والبرتغال هما قوتا الاحتلال اللتين سيطرتا على إندونيسيا وماليزيا منذ عصر الكشوف الجغرافية، ورغم استيلاء بريطانيا على الهند فإنها تركت تلك الجزر المتناثرة في المحيط الهندي لكل من البرتغال وهولندا، واستولت هولندا على إندونيسيا وتصارعت الدولتان من أجل السيطرة على تيمور، قضى الاتفاق بضم تيمور الغربية إلى النفوذ الهولندي وبالتالي إلى إندونيسيا في حين ظلت تيمور الشرقية خاضعة للنفوذ البرتغالي، واستقلت تيمور الغربية مع إندونيسيا عن السيطرة الهولندية في أعقاب الحرب العالمية الثانية في حين استمرت تيمور الشرقية خاضعة للحكم البرتغالي حتى عام 1975 وعندما انسحبت البرتغال سلمت مقاليد الحكم إلى الجبهة الثورية لتيمور الشرقية (فريتلين)، ولكن حكومة سوهارتو في جاكرتا رفضت الاعتراف باستقلال تيمور الشرقية باعتبارها جزءا مغتصبا من إندونيسيا حيث اجتاح الجيش الإندونيسي تيمور الشرقية وأعلن ضمها إلى البلاد باعتبارها المحافظة رقم 24 في إندونيسيا بمباركة أمريكا التي كانت تحالف نظام سوهارتو، وبعد انتهاء الحرب الباردة وتراجع أهمية إندونيسيا بالنسبة للولايات المتحدة نشطت حركة انفصالية في تيمور الشرقية ذات الأغلبية المسيحية حيث تمكنت هذه الحركة، بفضل المساندة القوية من الدول الغربية وبخاصة الولايات المتحدة وهولندا، من الحصول على قرار من الأمم المتحدة بإجراء استفتاء بإشراف دولي في تيمور الشرقية بشأن استقلالها حيث أجري في أغسطس 1999 أسفر عن رغبة 78% من السكان في الاستقلال، وهو ما اضطرت إندونيسيا إلى التسليم به.
|