Friday 1st October,200411691العددالجمعة 17 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

اقتراحات حول الحرمين المكي والمدني اقتراحات حول الحرمين المكي والمدني

قرأت ما كتبه الدكتور عبدالله العثيمين في العدد (11666) بعنوان: ( في رحاب الحرمين) وقد شدني أسلوب الدكتور عبدالله في رواية رحلته بأسلوب رائع.. ولا غرو فهو شاعر متمكّن - وقد كنت في الأسبوع الماضي في رحلة إلى المسجد النبوي الشريف مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحيث طيبة الطيبة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام..
تلك المدينة الهادئة في حضن جبل أحد وحرَّتي المدينة.. تلك المدينة التي غيّرت وجه التاريخ حين احتضنت المصطفى ودعوته التي ملأت آفاق الأرض نوراً.
تلك المدينة التي سكنها أفضل الخلق والبشر على الإطلاق.. ثم لاحت لي مآذن مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بعيد ولاحت قبة الحرم الخضراء وكأنها تنادي القادمين إلى طيبة الطيبة.. هلموا إلى حيث هذه الرحاب النبوية وإلى حيث الروضة المحمدية - وبعد دخولي المدينة ومسجدها الطاهر خطر لي عددٌ من الخطرات:
1- ضرورة وجود لوحات تشير إلى الحرم النبوي وأقصر الطرق إليه بدءاً من الطرق الخارجية للمدينة.. حيث إن أغلب القادمين إلى المدينة يتيهون حتى الوصول إلى الحرم على الرغم من رؤية المآذن من مسافة بعيدة.. وعلى الرغم من قصر الطرق وصغر مساحة المدينة المنورة إلا أن اتجاهات حركة السير المرورية قد تجعل القادم إلى الحرم يدور في حلقة مفرغة.
2- في داخل الحرم النبوي الشريف يتيه الداخل ولا يعرف من أي بابٍ دخل ولا أين ترك أحذيته فلو تم وضع أرقام الأبواب على الأعمدة فمثلاً يتم وضع أرقام الباب 34 على جميع الأعمدة المقابلة له من الشرق إلى الغرب.. فمن يدخل مع هذا الباب يتجه من أي اتجاه داخل الحرم النبوي ويتتبع هذه الأرقام المقابلة للباب حتى يصل إليه.. بدلاً من أن ينتبه ويظل يبحث عن الباب وربما سبّب الإرباك أثناء الخروج من الصلاة.
إن وضع رقم الباب على كل عمودين متوازيين في المستطيل من الأعمدة أمام الباب يضمن معرفة كل مصلٍ بالباب الذي دخل منه خصوصاً أن الحرم يقصده المسلمون من كل أنحاء الأرض وغالبيتهم يدخل المسجد لأول مرة، وعلى هذا فلابد من وضع هذه الأرقام الإرشادية لهم.. وأن يتم وضع ألوان الأرقام لكل بابٍ بلون مختلف عن الباب الآخر ووضع اللون الموجود على الباب الخارجي بنفس اللون على الأعمدة المقابلة للباب.. فمعظم المصلين ربما ذهب إلى الباب وهو لا يعلم هل دخل من الجنوب أو الشمال ولا بد من الاتجاه الصحيح إلا بعد أن يخرج من الحرم وينظر إلى الباب الخارجي ليعرف الباب الذي دخل منه.
3- يتزاحم كثيرٌ من المصلين في الروضة الشريفة وما حولها تزاحماً يخل بالجو الروحاني والخشوع في الصلاة..
وما ان تُقام الصلاة حتى تفاجأ بمن يزاحمك بمنكبين لتفسح له المجال فتظل طوال الصلاة منقبضاً لا تستطيع الرفع أو السجود مما يجعل مثل هذه التصرفات شيئاً منكراً يجب منعه، ولهذا فلابد من وجود مرشدين لرواد الحرم لإرشادهم إلى الأماكن الصحيحة.. وكتابة عبارات على الأعمدة تمنع مثل هذه التصرفات التي تفسد الخشوع والجو الروحاني للصلاة.
4- هناك بعض المناطق المزدحمة بالحرم النبوي الشريف وهناك مناطق أخرى فارغة، فمن يأتي مبكراً يصل إلى مناطق متقدمة وقريبة من الروضة او أو في الروضة نفسها، وبعد حلول وقت الصلاة يأتي من يتخطّى الرقاب ويزاحمهم أويجلس أمامهم بحيث لا يستطيعون السجود أو الركوع.. ولهذا لا بد من توجيه هؤلاء قبل مزاحمتهم الناس.
أما بالنسبة لمكة المكرمة فهي مهوى أفئدة المسلمين وقد أولت الدولة جهوداً حثيثة لتنظيمها وعمارة بيت الله الحرام.. فهذه المدينة المقدّسة هي التي شعّ منها نور الإسلام.. وهبط فيها الوحي.. وكل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها يعرفها - ففي كلِّ يومٍ يؤم بيت الله الحرام والمسجد الحرام المعتمرون الذين يقصدونه من أرجاء الأرض ويزداد هذا العدد في موسم الحج ومواسم العمرة لأداء المناسك في هذا البيت العتيق من طوافٍ وسعي، وقد بذلت الحكومة الرشيدة ما تستطيع لخدمة قاصدي هذا البيت والمسجد الحرام من توسعة هائلة ومن فرش وتكييف ومياه مبردة..
ولكن لي بعض الملاحظات التي لاحظتها من داخل المسجد الحرام أسوقها إلى المسؤولين عن خدمة قاصدي هذا المسجد:
1- مطاف البيت العتيق (أو الصحن).. مطاف تحتوي أرضيته على البلاط العاكس للحرارة الذي لا يمتص أشعة الشمس الحارة خلال أشهر الصيف مما يجعل الطواف يسيراً وسهلاً.. ولكن هذا المطاف يضيق من الشمال والجنوب ويتسع من الشرق والغرب وسبب ضيقه من الشمال والجنوب هو وجود درج ينزل من أروقة المسجد إلى الصحن ويمتد هذا الدرج مسافة طويلة داخل الصحن فلو تم تقليصه لزاد استيعاب الطائفين.
2- في أوقات الصلوات النهارية ( الظهر والعصر) وفي أشهر الصيف الحارة لا يستطيع المصلون من الصلاة في صحن المسجد الحرام وحول البيت العتيق نظراً لحرارة الشمس وأشعة الشمس المباشرة على الرغم من أنه يستوعب أعداداً كبيرة وخصوصاً أهمية الصلاة فيه في أيام الجمعة حيث يتراكم المصلون في أروقة المسجد بشكلٍ كبير ويتلاصق بعضهم ببعض في الصفوف فلو تم وضع (مظلات متحركة) في صحن المسجد الحرام لاستوعب أعداداً كبيرة من المصلين في أيام الجمعة وخفف من الزحام الهائل في أروقة المسجد.
3- كثيراً ما يحار الداخلون إلى المسجد أين يضعون أحذيتهم مما يجعلهم يحملونها معهم ويضعونها أمامهم أثناء الصلاة أو يراكمونها في أروقة المسجد فوق بعضها نظراً لعدم وجود أماكن لوضع الأحذية إلا صناديق صغيرة تتراكم فيها الأحذية، ومنظر هذه الأحذية داخل المسجد الحرام غير لائق.. والكثير من يحملونها معهم أينما ساروا خوفاً من سرقتها إذا وقعت في الخارج على الرغم من وضع أماكن للأحذية خارج المسجد.
فلماذا لا يتم منع دخول الأحذية إلى داخل المسجد مع زيادة عدد أماكن وضع الأحذية خارجة حفاظاً على منظر المسجد من الداخل.
4- المصاحف في داخل المسجد الحرام وضعت في أرفف.. وفي أوقات الصلوات يجد من يحتاج إلى المصحف صعوبة كبيرة في الوصول إلى الرف.. أو إرجاع هذا المصحف إلى مكانه بعد إقامة الصلاة نظراً لأن هذه الأرفف في أماكن متباعدة.. فلماذا لا يتم وضع أرفف على الأعمدة لحمل هذه المصاحف حيث إن الأعمدة متقاربة من بعضها وفي متناول اليد.. وبالتالي توفير المساحة التي كانت تشغلها هذه الأرفف على الأرض لزيادة مساحة استيعاب المصلين في المسجد الحرام.
5- الموجودون في داخل المسجد الحرام.. وخصوصاً في المطاف لا يعرفون الاتجاهات ومن أي الأبواب دخلوا ومن أين سيخرجون فلماذا لا يتم وضع أرقام للأبواب على بداية المطاف.. أو وضع نفس الأسماء الموجودة على الأبواب الخارجية للمسجد بلوحات مضيئة في آخر الممرات من الخارج، وفي بداية المطاف حتى يعرف كل من دخل إلى المسجد اتجاهه نحو الخروج، وفي وضع مثل هذه اللوحات توضيح لهم وتخفيف للارتباك الذي يحصل لعدم معرفة الاتجاهات.

م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني/البدائع


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved