نقلاً عن صحفنا المحلية، كتب الأستاذ عبد الله أبو السمح طرحاً بعنوان (وا أسفاه.. جامعات جديدة)، وقدم الكاتب رأيه في تدفق عدد خريجي الثانوية، وإشار إلى عدم توافر أماكن للطلبة الجدد في كل من مدينتي الطائف وتبوك، وعدم وجود تخصصات أخرى كالزراعة البستانية وعلوم البحار والصيد وغيرها إلى آخر الطرح..!
ونحن في قارة مثل المملكة التي أخذ التزايد السكاني فيها يتنامى وضاقت الأماكن عن استيعاب الناس، يبدر نقص في تخصصات متنوعة كما أورد الكاتب ونحن لسنا في حاجة إلى المزيد من الدراسات النظرية البحتة، بل إلى عقول منتجة، فخريجو هذه التخصصات أعدادهم تفوق الحصر!
والمنتظر أن تكون لدينا تخصصات في علوم أخرى مكملة للنقص في بلادنا: فأين هم المهندسون الزراعيون، والفنيون، وغيرهم؟
وحقيقة رصدها قلم الكاتب عندما أشار في طرحه (ألا نشعر بالحرج أنه لا يوجد إلا 5% من الصيادلة سعوديون و10% أو أقل من الأطباء ونحن في حاجة إلى مئات من الأطباء لتغطية احتياجاتنا؟)!
نعم إنه لأمر مؤسف أن نكون في قارة مترامية الأطراف، وليس لدينا ما يكفي احتياجاتنا من الصيادلة والأطباء، ونعتمد على أيد خارجية لاحتياجاتنا العلاجية!
فإلى متى يظل اعتمادنا شبه الكلي على الآخرين، ونحن قادرون على إنتاج كوادر في شتى التخصصات لو أحكمنا خططنا المدروسة لما نحتاج، ليس للأمس المنقضي، ولكن لليوم والغد القريب والبعيد!
ولو حصرنا المساحات الهائلة التي هي في حاجة إلى تخصصات في مجال الزراعة، والطب والصيدلة وغيرها لوجدناها كثيرة!
ذلك أن ما يدرس في جامعاتنا مواد نظرية ميتة لا غنى فيها ولا جدوى ونضطر إلى البحث عن البدائل.. إننا إذا أردنا الارتقاء فعلينا أن نبحث عن المجدي والنافع ونكسر حاجز النمطية والنظر من ثقب الدونية، فكم عدد عمال السباكة والحدادة والنشارة وورش إصلاح العربات والصيادلة والمهندسين وغيرهم في التخصصات التي نفتقر إلى اليد العاملة فيها؟
الخلل عندنا أننا نبحث عن الشهادات في أي شيء يجدي أو لا يجدي، بل إن الكثير يسعون إلى نيل الشهادات في الأمور السهلة لأنهم يكرهون التعب ويريدون الأسهل والأرخص، وهذه حال لا ترقى بأمة!
نعتمد على أيدي غيرنا لتقدم لنا كل شيء حتى في أبسط أمورنا، وازداد الأمر تعقيدا.
نحن نحلم ونأمل ونتطلع إلى أن نرتقي لنواكب عصر التطور ولا يكون ذلك إلا بأفعالنا لا بأقوالنا، فهل في تعليمنا الماثل ما يحقق ما نتطلع إليه ليواكب الواقع، بعيدا عن المألوف الذي خنق طموحاتنا خلف قضبان النمطية؟!
|