يوم الخميس التاسع من شهر شعبان لعام 1425هـ الموافق 23- 9-2004م يصادف الأول من برج الميزان اليوم الوطني الرابع والسبعين لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - طيب الله ثراه- وهنا يجب أن نقف اكباراً واجلالاً لهذا القائد العظيم ولرجاله الافذاذ الذين وقفوا بجانبه وحاربوا معه حتى تم له توحيد هذا الكيان الشامخ العظيم بهذه المساحة الشاسعة وبالامكانات المتاحة في ذلك الوقت فلا طائرات ولا دبابات ولا صواريخ عابرة القارات بل بالايمان والإرادة والعزيمة والاخلاص استطاع - رحمه الله- ان يوحد لنا هذه الاجزاء المترامية الاطراف بعد ان كانت ممزقة متناحرة ليس لها قاسم مشترك سوى الفقر والمرض والجهل، نعم لو لا الايمان بالله وحده والعزيمة التي لا تعرف الكلل لما استطاع ان يوحد هذا الكيان ويجعله تحت راية واحدة هي راية لا إله إلا الله محمد رسول الله وليس أدل على صدق عزيمته وإخلاصه لربه ثم لدينه ولوطنه ليس أدل على ذلك من كلمته الشهيرة التي رواها لي والدي رحمه الله اذ قال: كنا في مجلس جلالته ذات يوم فرفع يديه الى الله ودعا ربه اذ قال:(اللهم ان كان بي عز للإسلام والمسلمين فانصرني وان كان بوجودي ذل للإسلام والمسلمين فأذلني) هذا ما دعا به ربه، مؤسس هذا الكيان العظيم، ولو عدنا الى الخلف قبل صباح يوم الخامس عشر من يناير 1902 ورأينا ما كانت عليه الجزيرة العربية لوجدنا انها كانت تعيش حالة سيئة فالأمن كان معدوماً البتة وكان الرجل لا يأمن على نفسه ولا على ماله ولا على عياله فالقوي يأكل الضعيف وهذه القبيلة تغزو تلك القبيلة والعزة للقوة حتى الذين يؤدون فريضة الحج لا يستطيعون ان يؤدوها إلا اذا كانوا مجموعة مسلحة مستعدة للدفاع عن نفسها من قطّاع الطرق.
أما الآن فالمرء يستطيع وحده ان يذهب الى حيث شاء آمناً مطمئناً لا أحد يعترض سبيله اما من الناحية المادية فنجد ان الناس كانوا يعيشون حالة من الفقر والعوز لا يعلمها إلا من عايشها في تلك المدة. اما النواحي الصحية في تلك الايام فلم تكن أحسن حظاً من سابقاتها اذ كانت سيئة للغاية فليس هناك مستشفيات ولا مستوصفات فالناس كانوا يعتمدون بعد الله على الادوية الشعبية وكانت الامراض المعدية اذا ما انتشرت بين الناس فإنها سرعان ما تفتك بهم كالجدري والطاعون اذ لا ادوية ولا لقاحات فالمرض يحل ويرحل بأمر ربه دون مقاومة اذ لا سبيل لدى الناس آنذاك لمقاومته.
أما التجارة فلا وجود لها على الاطلاق واما الزراعة فهي في مجملها بسيطة ولا تذكر وكثير من نواحي الحياة كانت معطلة في تلك الايام وعندما بزغ فجر يوم الخامس من شهر شوال لعام 1319هـ واستولى الملك عبدالعزيز على الرياض وتوالت الفتوحات وبسط جلالته نفوذه على كامل نجد والحجاز والأحساء والجنوب والشمال، استتب الأمن وعم الرخاء واخرجت الارض خيراتها اذ اكتشف البترول بكميات تجارية واصبحت المملكة بفضل الله ونعمته من اغنى الدول ففُتحت المدارس والمعاهد والجامعات وأنشئت المستشفيات واقيمت المدن الحديثة وربطت بشبكة من الطرق وأنشئت المطارات واصبح لدى المملكة اسطول جوي حديث ناهيك عن الاتصالات بجميع اشكالها مما سهل على المواطن الاتصال في جميع ارجاء المعمورة وبذلك اصبحت المملكة قبلة لكل من طلب الدنيا والدين.
حفظ الله قادة وشعب المملكة العربية السعودية وحمى الله مملكتنا من شر الطامعين انه سميع مجيب.
|