Friday 1st October,200411691العددالجمعة 17 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

عدد من أعضاء لجنة رعاية السجناء بالقصيم وأصحاب الاختصاص : عدد من أعضاء لجنة رعاية السجناء بالقصيم وأصحاب الاختصاص :
الأسبوع الأول لرعاية أسر السجناء نقطة تحول في حياة تلك الفئة

  * بريدة - ماجد التويجري:
تنطلق غداً السبت 18-8- 1425هـ فعاليات الأسبوع السنوي الأول لرعاية أسر السجناء في عدد من مناطق المملكة وذلك تحت شعار (أسرة السجين ضحية بلا ذنب).
وبهذه المناسبة ومن باب المنطلق الإعلامي رصدت (الجزيرة) آراء وانطباعات بعض من أعضاء اللجنة الوطنية الفرعية لرعاية أسر السجناء بمنطقة القصيم كذلك آراء بعض أصحاب الاختصاص.
ففي البداية قال نائب رئيس اللجنة الفرعية بالقصيم الأستاذ أحمد العمار: إن هذا اليوم والذي يقوده سمو أمير منطقة القصيم فيصل بن بندر بن عبدالعزيز يمثل نقطة تحول في حياة تلك الفئة وأسرهم للتعرف بظروفهم وما يجب القيام به نحوهم كسجناء وكذلك المفرج عنهم كأفراد صالحين.
لهذا جاء الأسبوع الأول للتوعية برعاية أسر السجناء كي تتخطى هذه الأسر صدمة غياب العائل، ولتأصيل رعاية السجين وأسرته وبث الأمن النفسي في نفوس هذه الأسر للحفاظ على أبنائها ووقايتهم من الوقوع في الانحراف.
من جانبه قال أمين عام اللجنة عبدالرحمن السلمي: إن رعاية اسرة السجين جزء لا يتجزأ من عملية الرعاية اللاحقة سواء للسجين أو المفرج عنه بل إن ما يقدم لأسرته هو جزء من تأهيله وقد لا نغفل عما يترتب على أسرة السجين من تشتت أو انحراف إذا لم نعمل نحن كمجتمع في إنابة السجين على رعاية أسرته والأخذ بهم إلى الطريق السوي.
مشيرا إلى أن العوزقد يكون نتيجة لغياب عائل، وقد يصبح السجن سببا للغياب، إن هذا الحدث الذي أصاب الأسرة سيدفع بأفرادها إلى الهاوية وقد تتعطل وظيفة الأسرة لغياب مصدر القيّم، فالأب الوسيط الأول في التوحد داخل الأسرة والوكيل الشرعي لإشباع الحاجات الضرورية.
فإن حدث هذا الغياب للعائل أصبحت الأم مشغولة نيابة عن الأب لتوفير الحاجات وعزلت نفسها عن دورها الطبيعي في إسداء الحب وإفضاء المشاعر.
كما أن النظرات التي تلاحق السجين قد تدفع به إلى الانتكاسة من جراء النظرة الدونية له وهجرة المجتمع عنه وعدم الاختلاط به لتوفير عمل يسد به رمقه وينشغل به عن ملذاته، إن شريعتنا الغراء تنظر إلى أن إيقاع العقوبة على الجاني جزء من إصلاحه فديننا الحنيف يفترض فيهم بعد العقاب الطهر من الذنب.
ولقد جاء الإسلام بالحث على الدعاء لمن أوقع بحقه العقاب، لما ذكره ابن حجر - رحمه الله - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في أحد المواقف عند إقامة العقوبة على مذنب (..ولكن قولوا اللهم اغفر له وارحمه - بعد الضرب).
الدكتور محمد علي السويد عضو اللجنة قال: إن الفكرة انبثقت من الإحساس المتعاطف والشعور المتنامي المتأثر بحالة أسر سجناء كتب عليها أن تمر بهذه التجربة المريرة.
ولذا كان من الحكمة أن يفعّل هذا الأسبوع ليستشعر المجتمع كبناء وأفراد ما تعانيه تلك الأسر حتى يؤدوا دورهم الذي رسخه الدين الإسلامي في نفوس أتباعه من خلال توجيهات نبوية عظيمة (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) فهم كتلة واحدة متماسكة يرتبط الجزء بالكل حتى لا يتكون الخلل وتتسع الهوة فيسقط البناء، وهم أيضا في أحاسيسهم وشعورهم وانتمائهم كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم وصفا دقيقا يوضح القاعدة التي ينطلقون منها عند حاجة الجزء للكل (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
إذا فالرسالة الموجهة للمجتمع هي الاهتمام بتلك الفئة التي تعيش كينونة المسكنة والمتربة التي غطى غبارها وظلامها حياة تلك الأسر حيث تنام وتستيقظ على نظرات مريبة وغريبة تواجهها بالنقد والنبذ.
ويضيف عضو اللجنة الأستاذ أحمد بن نصار القوسي قائلاً: لقد أصلت اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بالقصيم تجاوبا لمعنى التكافل من خلال أعمال اللجنة منذ أن عقد أول لقاء بصاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم حيث أوصى سموه برصد كافة الاتجاهات نحو هذه الفئة والعمل على تغييرها، ومن ثم كان التواصل مع مؤسسات المجتمع التربوية والاجتماعية والدعوية لإيجاد حلول تعمل على توفير مكان يمارس فيه المفرج عنهم أدوارهم الاجتماعية مع تعزيز علاقة كافة المؤسسات مع إدارة سجون منطقة القصيم لدراسة أحوال السجناء والمفرج عنهم والعمل على تطوير بيئة السجن كمؤسسة إصلاحية تعمل على تأهيل السجين معرفيا وتحقق له روحا إيجابية مع متغيرات الحياة ليصبح فرداً صالحاً.
وأشار عضو اللجنة الأستاذ خالد الصالح الحميد إلى أن اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم تواصل جهودها البناءة نحو أبناء تلك الفئة ففي المجال التربوي تم توجيه اهتمامات المرشد الطلابي والمعلمين نحو تنمية قدرات أبناء السجناء من الطلاب على مواجهة الضغوط النفسية الناتجة عن الشعور بالدونية والإحساس بالخزي كذلك تم تبصير المدرسين والإداريين بأن يتعاملوا معهم معاملة من شأنها أن تجعلهم يتوافقون اجتماعيا ونفسيا مما يكون له الأثر الإيجابي على أدائهم الدراسي.
وحثت اللجنة أئمة المساجد والدعاة العاملين بالشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على أن يتبنوا عملية تغيير الأفكار نحو المفرج عنهم والتعاون معهم والعمل على حث المجتمع بالنظرة الإيجابية لهم وبث روح الأمل والتفاؤل في نفوسهم.
كما تعهدت اللجنة بدراسة أحوال أبناء السجناء والاطلاع على حقائق الأمور ودعم هذه الأسر والعمل على تغيير مجرى حياتهم بعد غياب عائلهم وهذا بالتعاون مع المؤسسات الاجتاعية الحكومية منها والأهلية للعمل على النهوض والارتقاء بمستوى معيشتهم (المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا).
وشارك الرأي الدكتور يوسف بن أحمد الرميح أستاذ علم الإجرام المشارك قائلا: إن للسجن عيوبا كثيرة لعل من أهمها انعزال السجين عن المجتمع فهذا عيب كبير عندما يبتعد السجين عن مجتمعه مدة طويلة وينسى حياة الناس الطبيعية ويعيش مدة طويلة في سجن فهذه تجعله لا يتأقلم مع حياة المجتمع عندما يخرج من السجن لأنه تعود على نمط جديدة من الحياة داخل السجن، حياة أشبه ما تكون اعتمادية على الآخرين وابتعاد عن الناس فلا يعرف كيف يتعامل مع المجتمع حال خروجه من السجن كذلك من عيوب السجن الحرمان الذي يعانيه السجين عن أسرته ومجتمعه وهذا يؤدي به لحالة من الاكتئاب.
ولكن هنا في المملكة العربية السعودية استطاعت الجهات المسؤولة تخفيف هذا عن طريق زيادة زيارات أسرة السجين له وجلوسهم عنده فترات متقطعة كذلك نظام الخلوة الشرعية والذي يتيح للمرأة البقاء مع زوجها. كذلك من عيوب السجن الأضرار الاقتصادية والتي تتسبب في فقدان السجين لمصدر رزقه بعد دخوله السجن وفصله من العمل في أوقات كثيرة بسبب الجريمة التي اقترفها.
كذلك من عيوب السجن التعرض للاستهواء وهو أن يدخل السجين السجن لجريمة خفيفة أو بسيطة ثم ما يلبث أن يتعلم من رفاقه داخل السجن على أنماط جديدة وحديثة من الجرائم وكيفية الهروب من الأمن والتخطيط المنحرف لجرائم المخدرات وغيرها وقد حلت هذه المشكلة هنا في المملكة بواسطة عزل القضايا المختلفة مثل إيجاد مكان خاص لجرائم المخدرات وآخر لصغار السن من المساجين وهكذا.
أما أكبر عيوب السجن وهو بيت القصيد هنا فهو انهيار أسرة السجين، فمن أكبر المتضررين من سجن السجين هي الأسرة وفي حالات كثيرة للأسف الشديد تتعرض أسرة السجين للضياع فهي بحق ضحية بلا ذنب اقترفته.
أحيانا كثيرة الأسرة للأسف تدفع ثمن إجرام فرد من أفرادها وللأسف الشديد المجتمع لا يرحم هذه الأسرة ويرمي بجرم ابنها عليها كأن هذه الأسرة هي التي دفعت هذا الشاب للجريمة مع أن الأسرة في أغلب الأحيان تحاول جاهدة وقف انحراف أبنائها.
من هذا المنطلق يجب علينا التركيز على أسر السجناء حيث إنهم فعلا ضحايا.
ويواصل الحديث مدير شعبة سجن بريدة المقدم محمد بن علي الدبيان قائلاً: إنه بمناسبة قيام اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بالقصيم بافتتاح الأسبوع الأول لرعاية أسر السجناء وإلقاء محاضرات بعنوان (احتواء أبناء نزلاء السجون) فإنني أهيب برجال الأعمال وأهمس بآذان الميسورين بتقديم الدعم المادي والمعنوي لمثل هذه اللجان التي سوف تقوم على خدمة هؤلاء الأبناء واحتوائهم وأن الدعم سوف يلقى على عواتق أعضاء اللجنة مسؤولية عظيمة أمام الله سبحانه وتعالى ثم المسؤولين بهذا البلد وسيدفعهم إلى تقديم خدمات تعوض على الأبناء ما نقص من فقد عائلهم بعد الله الذي أودع السجن بسبب ذنب ارتكبه.
كما أسئل الله العلي القدير أن يوفق ولاة أمرنا إلى ما يحبه ويرضاه ويحفظ بلادنا الغالية من كل مكروه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved