* تبوك - عبد الرحمن العطوي:
لا بد للوطن أن ينال من أبنائه المخلصين الوفاء والعطاء، فكل ما يقدمه يجني ثماره، فالوطن لا يقوم إلا بسواعد أبنائه المخلصين. واليوم نسلِّط الضوء على أحد المواطنين الذين عشقوا الزراعة فعشقتهم، وزرعوا فحصدوا ثمار جهدهم. ال(شواطئ) تلتقي اليوم بالمواطن علي عواد الحمودي البلوي، وتطلع القارئ على عصامية هذا الرجل، وكيف انتقل بمزرعته الصغيرة في وقت ما كان يملك فيه من حطام الدنيا شيئاً إلى مزرعة كبيرة مليئة بمختلف أنواع الخضار والفواكه والأعلاف والنخيل؛ حيث التقته شواطئ وتحدث عن الزراعة وأهميتها، وما تقدمه الدولة - أعزَّها الله - للمواطن من دعم مادي ومعنوي، فيقول: بدأتُ في الزراعة عام 1397ه في مزرعة صغيرة، وواصلت كفاحي، وبيدي كنتُ أزرع وأسقي هذه المزرعة، وأصبحت ملازماً لها ليل نهار، وتقدَّمتُ للدولة -وفقها الله- بطلب قرض زراعي، فكما هي عادتها في مساعدة ومساندة المواطن تلقيت القرض. وواصلت البناء في هذه المزرعة، وكنت أُشرف على مَنْ يعمل معي من المزارعين بنفسي، فأنا رجل أحببتُ الزراعة منذ مرحلة شبابي، وقد أخذتُ دوراتٍ زراعية في المملكة والأردن عن الزراعة، وزادت معرفتي بالزراعة وطرق مكافحة الأمراض التي تصيب المزروعات ومواسم المزروعات والتسويق.
* هل حصلت مزرعتك على جائزة أمير تبوك للمزارع النموذجية؟
- نعم، ولله الحمد، لقد فازت بجائزة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز للمزارع النموذجية خمس مرات. فهذه الجائزة التي استحدثها صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك، والتي تقام كل عام، دفعت مزراعي المنطقة إلى الاهتمام بمزارعهم وترتيبها وتنوع منتوجاتها، فهي وسام شرف على صدر كل مزارع يفوز بها. كما أن أمير المنطقة دعم هذه المنطقة في شتى المجالات، وخاصة الزراعة، فمنتوجات تبوك الزراعية وصلت إلى دول العالم، وخاصة الدول الأوروبية، وعليها طلب في كل مكان في مناطق المملكة، وكذلك بعض الدول العربية والأوروبية بفضل الله، ثم ما يوليه أمير تبوك من جهود خالصة لخدمة هذه المنطقة. كما أن مزرعتي فازت خلال الثمانية والعشرين عاماً الماضية بالعديد من الجوائز.
* كم تبلغ مساحة مزرعتك؟
- في البداية كانت المساحة 1000 دونم، والآن يبلغ طولها ما يقارب كيلو وخمسمائة وستين متراً، والعرض أكثر من كيلو متر.
* كم عدد القروض التي منحتك إياها الدولة من أجل مزرعتك؟
- نحمد الله على هذه النعمة وما تقدِّمه الدولة من دعم مادي ومعنوي لمزارعيها في كل مكان في المملكة حفظها الله، فأنا بلغ إجمالي عدد القروض التي استفدتها من البنك الزراعي 24 مليون ريال. ولله الحمد سدَّدتها بالكامل وفي أوقاتها، وتبقى عليَّ ثلاثة ملايين ريال سوف أقوم بسدادها كالمتَّبع. فكما أعطتنا الدولة هذه القروض فيجب علينا إعادتها، فالدولة يسَّرت علينا وأعطتنا كل ما نحتاجه، وأقل ما نقدمه رد جزء من هذا الدين. فأنا -والحمد لله- معروف لدى البنك الزراعي بصدق تعاملي وعدم ترك أي مبلغ مستحق في ذمتي، فأنا كما ذكرتُ لك سدَّدتُ 21 مليون ريال، وتبقى 3 ملايين ريال سوف أُسدِّدها حسب المتبع.
* من المشاهد في مزرعتك صخور كبيرة وبأعداد كبيرة تم انتزاعها وتحويل أماكنها لأرض زراعية، كيف تم ذلك؟
- هذه الصخور كانت عائقاً في جزء من المزرعة، والحمد لله بذلتُ جهداً كبيراً لإزالتها، ولا يزال العمل مستمراً في إزالتها، فقد استأجرتُ ما يسمَّى بالدقاق، وهي معدة كبيرة لتحطيم الصخور، والشيولات والقلابات؛ لإزالة هذه الصخور لأستفيد من مساحتها في الزراعة، وقد كلفني ذلك حتى الآن أكثر من نصف مليون ريال لأجل نزع هذه الصخور العملاقة، فمنذ سنتين وأنا أعمل في هذه الصخور.
* كم يبلغ إنتاج مزرعتك من الخيار والطماطم؛ حيث إننا علمنا قيامك بتصدير منتوجاتك إلى أنحاء المملكة، وخاصة جدة ومكة والمدينة؟
- إنتاج المزرعة 80 طناً يومياً، ولدي بالمزرعة ما يقارب 90 موظفاً من مهندسين زراعيين ومزارعين وعمالة وسائقين؛ حيث إن الفائض من الإنتاج عن حاجة منطقة تبوك يتم تسويقه في هذه المناطق. كما أن لديَّ بالمزرعة أكثر من 400 بيت محمي؛ حيث يتم زراعة بعض المنتوجات في هذه البيوت المحمية. وقد استوردتُ 300 بيت من فرنسا، والبقية من مزارع استرا بتبوك. ويوجد لديَّ مستودعات للتخزين. ونعتمد في زراعتنا على الري الحديث (التنقيط) الذي فيه وفرة للمياه وفائدة للمزروعات، كما أن بالمزرعة 4 آبار ارتوازية.
|