Friday 1st October,200411691العددالجمعة 17 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

موسكو: واشنطن حليفتنا في مكافحة الإرهاب موسكو: واشنطن حليفتنا في مكافحة الإرهاب

  * موسكو-سعيد طانيوس:
اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كلمة التي ألقاها أمام رابطة السياسة الخارجية الأمريكية في نيويورك ان روسيا والولايات المتحدة حليفان في محاربة الإرهاب ومواجهة غير ذلك من التحديات.
وأشار الوزير الروسي إلى أن روسيا والولايات المتحدة تمكنتا خلال الأعوام القليلة الماضية من إيجاد نموذج جديد للعلاقات يتيح المحافظة على الشراكة الروسية الأمريكية رغم ما يواجهه المجتمع الدولي من أزمات. ونوه لافروف بأن روسيا والولايات المتحدة وقفتا جنبا إلى جنب كلما تم تقرير مصير شعبيهما ومصير البشرية جمعاء.. (وكنا ننتصر بفضل تضافر جهودنا. وأعتقد بأننا سننتصر هذه المرة أيضا) . وتابع قائلا إن الأسرة الدولية مطالبة اليوم ببذل المزيد من الجهود لمكافحة الإرهاب ومهاجمته في كل الاتجاهات. ويجب قطع الطريق أمام الإرهابيين حتى لا يحصلوا على أسلحة الدمار الشامل، ولهذا ينبغي تعزيز نظام منع انتشار هذه الأسلحة. وسوف تقدم روسيا حزمة من الاقتراحات والمبادرات بهذا الشأن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال دورتها الحالية.
وأوضح لافروف أن الاقتراحات تدعو إلى التضامن اللامشروط أمام المخاطر الإرهابية والمعالجة الشاملة لمشكلة مكافحة الإرهاب واجتثاث جذوره والتركيز على العمل الجماعي والآليات المتعددة الأطراف في ظل دور الأمم المتحدة المركزي واتخاذ إجراءات حازمة وحاسمة في إطار القانون الدولي. الا ان وزير الخارجية الروسي أعلن في كلمته هذه في نيويورك أن لا وجود للمعايير المزدوجة في مكافحة الإرهاب. وانتقد عادة تقسيم الإرهابيين منذ أزمنة الحرب الباردة الى إرهابيين (أصدقاء) و (أعداء) والى (جيدين) و (سيئين) . ورأى أنه لا يمكن الرد على الإرهاب إلا بالنضال الدؤوب الذي لا هوادة فيه ضد من ينفذ الأعمال الإرهابية ويخطط لها ويلهمها ويقدم للإرهابيين الدعم السياسي والمادي والمالي والدعائي وأنواع الدعم الأخرى.
وأكد الوزير أنه لا مكان في هذا النضال للمعايير المزدوجة. وتساءل لافروف: هل سيستطيع المجتمع الدولي على أساس قانوني دقيق وبالتعاون الواسع المتعدد الجوانب أن يجد السبيل الى إقامة نظام عالمي أكثر استقرارا؟؟؟. وقال لافروف انه أصبح واضحا أن البشرية تواجه أكبر خطر منذ الحرب العالمية الثانية. فسلسلة الإعمال الإرهابية التي جرت في العالم كله وخاصة مأساة بيسلان الأخيرة أظهرت أن الإرهاب الدولي ليس مجرد خطر على أمن بلداننا وكل واحد منا, بل إنه تحد لأسس الحضارة البشرية نفسها. وبعد القسوة الشديدة للغاية التي أبداها الإرهابيون في بيسلان تجاه الأطفال الأبرياء والعزل لم يعد هناك مكان للجدال حول ماهية الإرهاب الدولي.
ولفت الوزير الروسي الى أنه لم يكن بإمكان روسيا بعد الأحداث المأساوية في بيسلان ألا تستخلص أشد الاستنتاجات. وقال لافروف إنه على يقين من أن بإمكان الشعب الأمريكي الذي عاش مأساة الحادي عشر من أيلول عام 2001 أن يدرك أحسن من الآخرين مغزى التدابير التي تتخذها حكومة روسيا لضمان أمن البلاد ومواطنيها. وأكد أنه سيتم تنفيذ هذه التدابير في إطار الدستور الروسي. وقال الوزير إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن بكل وضوح أن روسيا ستبقى دولة ديمقراطية.
ونرى في هذا بالذات فرصة شغل المكان اللائق في نظام العلاقات الدولية الذي تجري إقامته. واعتبر وزير الخارجية الروسي أن على روسيا ليس مجرد تكييف السلطة التنفيذية للعمل على حالة الأزمات وحسب بل وإعادة بنائها لمكافحة الإرهاب بشكل فعال. وأوضح أن بعض التدابير المقترحة مثل تغيير نظام انتخاب قادة السلطة التنفيذية في المناطق تمليه هذه النية بالذات. وأشار الوزير الى أن مكافحة الإرهاب لا يمكن أن تكون ناجحة إلا إذا اعتمدت السلطة التنفيذية على دعم المجتمع المدني الذي تعتبر الأحزاب الوطنية أحد عناصره. ومن أجل تقوية الأحزاب يقترح من الآن إجراء الانتخابات الى مجلس النواب (الدوما) وفقا لنظام التناسب بالقوائم الحزبية. ووصف الوزير استحداث الهيئة الاجتماعية المقترح بأنها خطوة أخرى في الطريق نحو رفع دور المجتمع المدني.
وهي بمثابة ملتقى للحوار الاجتماعي الواسع والتقدم بالمبادرات والتدقيق في القرارات الرسمية الرئيسية. ومن شأنها أيضا أن تصبح هيئة للرقابة المدنية لعمل أجهزة الدولة بما في ذلك أجهزة حفظ النظام والمخابرات التي ستجري فيها أيضا تغييرات كبيرة.
وقال الوزير في الختام: إن الكلام يدور عن تشكيل سلطة ديمقراطية قوية في روسيا بإمكانها أن تدافع عن نفسها من تطاولات المتطرفين على اختلاف أشكالهم. ونريد أن تكون لدينا إدارة فعالة قوية ليس بدوائرها الحكومية بما فيها هيئات حفظ النظام وحسب بل وبحذر ويقظة المواطنين أنفسهم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved