* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
في وقت ازدادت فيه حدة المقاومة الفلسطينية، مع دخول الانتفاضة عامها الخامس، وارتفاع عدد القتلى بين صفوف الجنود والمستوطنين اليهود إلى أكثر من 1017 قتيلا، وإصابة ما يزيد عن 5600، حيث ركز المقاومون الفلسطينيون على دك المستوطنات اليهودية في قطاع غزة بالقذائف والراجمات، وبعمليات اقتحام بطولية، في ذات الوقت ذكرت صحيفة معاريف العبرية في عددها الصادر يوم الاثنين، الموافق 27-9-2004م أن بعض الجنود الإسرائيليين قرروا الانفصال عن قطاع غزة بأساليبهم الخاصة..
فعلى سبيل المثال، تقول الصحيفة العبرية: جرى استدعاء 153 جندياً من قوات الاحتياط الأسبوع الماضي، للقيام بمهام حراسة للمستوطنات في قطاع غزة، ولم يصل منهم إلا 22 جندياً..
وحصل 60 جندياً من هؤلاء من مجموع 153 جندياً على إعفاءات جراء مشاكل صحية أو عائلية، وقدم عشرات منهم تقارير تؤكد عدم قدرتهم على الخدمة، وتم إلزام 32 جندياً فقط بتأدية الخدمة.. لكن في نهاية المطاف تم تجنيد 22 جندياً فقط وذلك بعد غياب تسعة، وإعلان واحد عن رفضه الخدمة لأسباب ضميرية..
وقال جنود من نفس السرية: لقد بذل الجميع قصارى جهدهم للتهرب من الخدمة، لأنه لا يريد أي منهم حماية مستوطنات كهذه.
وعقب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي على هذا النبأ قائلا: تقرر في إطار عملية تجنيد تسريح معظم جنود قوات الاحتياط، ومن بين الذين لم يتم تسريحهم، غاب أفراد مجموعة صغيرة، واتخذ قادتهم إجراءات انضباطية ضدهم، أما بخصوص الجندي الذي رفض الخدمة فقد قام ضابط كبير بمحاكمته.
هذا وأعربت مصادر عسكرية إسرائيلية عن تقديرها بأن الجيش سينفذ نشاطات واسعة النطاق في قطاع غزة قبل الانسحاب منه، وذلك كي لا يبدو بأنه ينسحب تحت وطأة إطلاق النار ومن موقف ضعف..
وفي ذات السياق، قالت مصادر في الجيش الإسرائيلي: إن حملة خاصة لاعتقال المتهربين من الخدمة العسكرية الإسرائيلية، أسفرت عن اعتقال 312 متهربا، من صفوف الجيشين النظامي والاحتياطي.
وحسب المعطيات الإسرائيلية: تم منذ مطلع العام الجاري اعتقال 4000 متهرب من الخدمة، واعادتهم إلى صفوف الجيش الإسرائيلي.
وكانت الحملة لاعتقال المتهربين من الخدمة العسكرية، قد بدأت مؤخرا، من خلال التركيز على المتهربين من الخدمة في الجيش الاحتياطي، والذين تضاعفت نسبتهم بشكل كبير منذ الحرب العدوانية على المناطق الفلسطينية، خلال الأعوام الأربعة الأخيرة.
وكانت مصادر شرطة إسرائيلية أفادت بعد ظهر يوم الاثنين، الموافق 27-9-2004م أنه تمّ العثور على جثة حارس أمني إسرائيلي في مدينة القدس، بالقرب من موقع إقامة جدار الفصل العنصري، بعد أن أطلق النار على نفسه منتحرا حيث كان أصيب بعيارٍ ناري مباشر في الرأس..
يشار إلى أن نتائج استطلاع جديد تم إجراؤه لصالح البرنامج الصباحي الذي تبثه القناة الإسرائيلية الثانية، أظهرت أن 80% ممن شملهم الاستطلاع، يؤيدون ضرورة تنفيذ خطة فك الارتباط في أسرع وقت ممكن للحيلولة دون إصابة الجنود الإسرائيليين في قطاع غزة..
هذا وتواجه دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ اندلاع انتفاضة الأقصى، التي تفجرت في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر - أيلول عام 2000م، حركة رفض واسعة للخدمة في جيش الاحتلال، وصلت إلى قادة وطيارين في سلاح الجو الإسرائيلي، أيضا..
|