لندن مستعدة ل(الاستماع) للخاطفين وليس (للتفاوض)
تفاؤل حذر في لندن إثر ظهور بيغلي وتكتم تام في باريس حول مصير الرهينتين

* لندن - باريس - عمان - الوكالات:
أعلنت جماعة عراقية متشددة أنها اختطفت عشرة أشخاص من بينهم إندونيسيتان تعملان في شركة إلكترونيات.
وبثت قناة الجزيرة شريط فيديو من جماعة (الجيش الإسلامي في العراق - القيادة الغربية) ظهر فيه ثلاثة رهائن.
وقالت القناة إن هناك ستة رهائن آخرين عراقيين واثنين من لبنان وإن الجماعة لم تتقدم بمطالب.في غضون ذلك ساد تفاؤل حذر مساء الأربعاء في لندن إثر بث شريط فيديو يظهر الرهينة البريطاني في العراق كينيث بيغلي على قيد الحياة، في وقت لزمت فيه السلطات الفرنسية الصمت حيال مصير الصحافيين المحتجزين في العراق مشيرة إلى أنها لا تعلم بوجود (اتفاق) للإفراج عنهما.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أمس الخميس لمحطة (اي تي في) أن الحكومة البريطانية مستعدة (للاستماع) لما يريد خاطفو كين بيغلي قوله (لكن ليس للتفاوض) معهم. وقال وزير الخارجية (كنا واضحين دائماً. اعتمدنا سياسة ولا نزال نتمسك بها بدقة وفي كل الظروف: لن نتفاوض مع محتجزي رهائن). وأضاف سترو (لكننا نريد أن يتم الإفراج عن بيغلي وفي حال بدأ الخاطفون اتصالات معنا، فسنستمع بالطبع لما لديهم ليقولوه).ودعت زوجة بيغلي التايلاندية الخاطفين إلى التحلي بالرأفة بعد أن شاهدته على التلفزيون داخل قفص حديدي. وقالت سومبات بيغلي إنها لا تزال متسلحة بالأمل بالإفراج عنه بعد أن ناشدت مجدداً رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إنقاذ حياته. وأضافت (انفجرت بالبكاء حين رأيته على التلفزيون وأدعو خاطفيه إلى الرأفة للإفراج عن كين).وكانت قناة (الجزيرة) بثت شريط فيديو يؤكد فيه الرهينة البريطاني أن خاطفيه لا يريدون قتله.
وظهر الرهينة بلباس برتقالي في حالة يرثى لها داخل قفص حديدي وضع في خلفيته علم جماعة (التوحيد والجهاد) بزعامة الإسلامي الأردني أبو مصعب الزرقاوي. وظهر الرهينة جالساً مغلول اليدين والقدمين والرقبة. وأعلن بلير أمس الأول أنه سيقوم (حتماً بكل ما بوسعه) من أجل إطلاق سراح الرهينة البريطاني معرباً عن (اشمئزازه) من شريط الفيديو. كما عبَّر سترو أيضاً أمس عن ارتياح كبير لرؤية أن بيغلي لا يزال على قيد الحياة. وقد وجهت عائلة بيغلي رسالة إلى خاطفيه شكرتهم فيها لأنهم أتاحوا لها مشاهدته على قيد الحياة.وفي باريس لزمت السلطات الفرنسية الصمت الأربعاء معلنة أنها لا تعلم بوجود (اتفاق) للإفراج عن الصحافيين الفرنسيين في حين أفرجت المجموعات المتشددة خلال يومين عن عشرة رهائن بينهم إيطاليتان.وكان فيليب بريت الفرنسي الذي يقدم نفسه على أنه وسيط في مسألة الرهينتين الفرنسيين، كريستيان شينو (37 عاماً) وجورج مالبرونو (41 عاماً)، أعلن الأربعاء مجدداً أن إطلاق سراح الصحافيين المحتجزين في العراق بات (في حكم المنتهي) وأن التنفيذ ينتظر إذناً أميركياً (لإعداد ممر جوي) لنقلهما.
وقال بريت (لقد التقيت بالرهينتين وإطلاق سراحهما بات تحصيل حاصل من دون أي شك).
ولكن وزارة الخارجية الفرنسية أعلنت مساء أنها (ليست على علم بأي اتفاق) من أجل إطلاق سراح الرهينتين الفرنسيين في العراق مما يتعارض مع ما أعلنته محطة العربية من أن موفداً فرنسياً فاوض في بغداد من أجل إطلاق سراحهما.
من جهة أخرى قالت المتحدثة باسم الحكومة الأردنية أسماء خضر في تصريحات صحفية نشرت أمس الخميس إن الأردن متفائل بقرب الإفراج عن الصحفيين الفرنسيين اللذين اختطفا في العراق قبل أكثر من شهر. وأضافت خضر في تصريحاتها التي نشرتها صحيفة الرأي الأردنية (أن الحكومة تبذل جهوداً مكثفة للإفراج عن الصحفيين الفرنسيين كريستيان شينو وجورج مالبرونو)، مشيرة إلى أن (التنسيق مع وزارة الخارجية الفرنسية في هذا الخصوص على أعلى مستوى).
ونقلت الرأي عن خضر إعرابها (عن التفاؤل بأن تثمر هذه الجهود في إطلاقهما، وأملت أن يتم ذلك في وقت قريب جداً)، دون ذكر مزيد من التفاصيل. وجاءت تصريحات خضر في الوقت الذي صرح فيه الفرنسي فيليب بريت الذي يقدِّم نفسه على أنه وسيط في مسألة الرهينتين الفرنسيين في بغداد أمس الأربعاء أنه التقى بالرهينتين وأن (إطلاق سراحهما بات تحصيل حاصل من دون أي شك).غير أن وزارة الخارجية الفرنسية أعلنت أنها (ليست على علم بأي اتفاق) من أجل إطلاق سراح الرهينتين الفرنسيين، كما نفت علمها بمساعي الوساطة التي يقوم بها بريت.