إليك يا آمنة..
سأروي حكايتي الغامضة..
وأريدك أن تعيشي روايتي..
حكايتي وأحداثها الدامية..
يا آمنة..
سأبدأ الحكاية
كأول ما عرفت.. وما عشت البداية!
أمي.. امرأة كاهلة..
متعبة مريضة.. عاجزة!
حملتها مسرعا طالباً علاجها
طاوياً الأرض عازماً المرور
على أنحائها!!
أوليست تستحق أمي الوفاء والبر
يا آمنة؟!
وفي أحد المشافي..
قابلني طبيب حكيم وسأل:
يا بني ما الحكاية؟!
قلت: سأرويها يا طبيب
من البداية..
يا طبيب.. أمي متعبة كاهلة
لا علاج يفيدها.. ولا رحلة عابرة!
يا طبيب
هناك من أكبر منها على
قيد الحياة خالدة!!
بصحة.. بسعادة هانئة!
أترى.. يا طبيب.. أنها آثار
سنين ماضية؟!
أم.. أعراض مرضية دائمة؟!
يا طبيب.. انظر:
ما العلة التي تشكو منها
الوالدة؟!
تبسم الطبيب.. وقال:
سعيد يا بني.. ناقصة الحكاية!
عجبت من طبيب لا يمل هذيان مراجعه!!
يا طبيب - جاء صوت أمي مناديا -
كان مبحوحا من الألم.. من العلل..
أنا لست كاهلة!!
مازلت صغيرة يافعة
لكن ابني..
أضاعني.. نام عني
ولصوص اقتحموا منزلي وعيونه غافية
أيقظته صرخت..
يا بني.. أمك سلبت وضربت ولبّست إهانة..
يا طبيب.. تمطط ثم قال:
سيرجعون ما أخذوا
وعاد لنومه.. ولأحلامه الفانية!
كيف لا أشقى.. وأمرض وتبقى
أعظمي واهنة؟!
واللصوص الفاجرة..
تعاود السرقة
بأمان فهي تعلم - يا طبيب -
أنني بلا عيون حارسة!!
كيف لا أكون سقيمة..
وأبنائي يرددون مع صوت
الغانية.. كلمات عشق فاضحة!!
مرضت يا طبيب وأنا صغيرة، واليوم ابني..
يريد علاجي في بلاد غريبة نائية..
ويجهل علتي.. وما درى أنه
دائي ودوائيا!!
هناك منزلي.. يعثو المفسدون
بمآثره..
يا طبيب أخبره العلاج..
لعله يرى بعين فاطنة!
فأنا اليوم لا أطيق تماديه..
أخبرني الطبيب يا آمنة..
أنني سبب الحكاية!!
من البداية.. وحتى النهاية!
تخيلي يا آمنة..
الطبيب بدأ يهذي..
يحدثني عن خالد ومعاوية!
عن رجل شجاع..
تهابه الأقاصية!!
نظرت إليه.. ثم إلى أمي
الباكية
وهو يعيد..
اسمعني يا سعيد..
أتعرف حارثة؟!
حملت أمي عندها..
مردداً: هذيانك يا أمي أتعبه..
أم حكايتك هزته؟!
تركته يا أمنة..
لأنه لا يعرف علتها بل
صار يعيد لها قرونها الخالية!!
تركته..
لأبحث عن عاقل يسمع حكايتي الدامية..
ليس مني.. بل من أمي المتشائمة!
مضت سنوات.. وأنا أطوف بأمي العجوز الكاهلة!!
وفي الطريق.. قابلني الطبيب من جديد..
طرق قلبي بيده.. ونثر كلمات كثيرة
معاتبة!!
هو الطبيب كعادته..
لكني اليوم. أحسست بنصائحه.. عندما قال:
إن علاجها استحالة..
إذا لم أطوقها مدافعاً
وألبسها الأمان عباءة..
وأخرج اللصوص الفاجرة..
من أوسع أبواب قصرها.. وأجعلها أمير محافظة..
عندها.. ستنفض أمي الدماء وتبدلها بحلة
طاهرة..
يا آمنة..
كيف سأحقق كل هذا؟!
وأنتِ تعلمين يا صغيرتي
أنه لا تصفق يد واحدة!
آمنة يا صغيرتي..
الحكاية غامضة
وأنا متعب أتأمل حبيبتي..
تقترب من النهاية..
ولا تزال صابرة!
آه.. آه.. يا صغيرتي آمنة..
حكايتي رواياتي ألم أقل إن أحداثها دامية غامضة!!
فلتريحي نفسك.. وحين تكبرين
ستعلمين أنها حقيقة
هذه الخرافة؟!
(وهج الأمل) - الرياض |