في مثل هذا اليوم من عام 1986 اختطفت إسرائيل موردخاي فانونو بعد أن أعلن أن بلاده تمتلك قنابل ذرية، وعاقبته إسرائيل بالسجن 18عاما بعدما كشف امتلاكه أسلحة تكفي لتدمير الشرق الأوسط بكامله، حيث أكد بالصور أن إسرائيل تستعد لإنتاج القنبلة الهيدروجينية، وقال إنه يرى مؤامرة صهيونية في كل مكان، فدعا البرادعي لتفتيش منشآت إسرائيل النووية، وطلب العودة للمغرب وأصرت إسرائيل على احتجازه.وموردخاي اسم قد لا يعرفه الكثيرون، وربما حتى لا يتذكره الذين يعرفون قصته إلا بصعوبة بالغة فقد تبخر اسمه من ذاكرتهم وطواه النسيان رغم أنه مسؤول عن تفجير واحد من أخطر أسرار القرن العشرين عندما قدم للعالم الدليل الدامغ على امتلاك إسرائيل القنابل النووية، ومات بعد أن غادر سجنه الطويل حتى دعا محمد البرادعي رئيس الهيئة الدولية للطاقة الذرية لإرسال بعثة تفتيش على مفاعل ديمونة وأعلن أنه يريد العودة لوطنه الأصلي المغرب فيما أصرت السلطات الإسرائيلية على منع سفره وحظر لقائه بالأجانب.
لاحظ موردخاي فانونو أن الدور الخامس في المفاعل يحظى بإجراءات أمنية خاصة وأن الدخول إليه مقصور على عدد محدود للغاية من المسؤولين والعلماء وقد أطلقوا على هذا الدور اسم جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل السابقة وكانت الشفرة الخاصة بالدخول إليه والتي عرفها موردخاي هي الحرفان أم إم وهما أول حرفين من اسم جولدا مائير وبعد أن تمكن موردخاي فانونو من الدخول إلى هذا المكان استطاع أن يعرف كل أسرار البرنامج النووي الإسرائيلي وتأكد من أن هذا المفاعل ليس مخصصا للاستخدام السلمي للطاقة الذرية، والأخطر من ذلك هو الحقيقة التي توصل إليها وهي أن إسرائيل لا تسعى كما يقول البعض لامتلاك أربع أو خمس قنابل ذرية لردع العرب ومنعهم من شن أي هجوم ضدها.
بل إن إسرائيل لديها بالفعل200 رأس نووية أو قنبلة ذرية وهو عدد هائل لا يمكن أن يكون الهدف منه هو مجرد الرجع وظهرت الحقيقة جلية واضحة أمام موردخاي الذي تأكد أن كل هذه الرؤوس النووية هي جزء من خطة صهيونية تستهدف السيطرة على الشرق الأوسط وربما العالم.اقتنع موردخاي فانونو بأن العالم كله يجب أن يعرف كل هذه التفاصيل المروعة للبرامج النووي الصهيوني وبأن العالم كله يجب أن يتأكد من الطبيعة العدوانية المدمرة لمفاعل ديمونة وأسلحة إسرائيل الذرية وفي إطار هذه القناعة تمكن موردخاي فانونو من الدخول إلى المصنع الذي كانت تتم فيه علميات إعادة معالجة البلوتونيوم التي تساعد على صناعة أسلحة نووية، وتمكن من التقاط صور للماكينة والآلات المخصصة لذلك وكانت تلك الصور هي الوحيدة التي التقطت عما يدور داخل مصنع القنابل النووية في إسرائيل كما تمكن من الحصول على وثائق ومستندات حولكم المواد المعالجة وبذلك أصبح في يديه الدليل الفعلي على أن إسرائيل تمتلك برنامجا متقدما للغاية في هذا المجال، بعدها غادر إسرائيل خفية حاملا معه المستندات والصور حيث ذهب إلى لندن وهناك سلم مع معه إلى صحيفة صنداي تايمز البريطانية.
|