في مثل هذا اليوم من عام 1956 أجريت مباحثات سرية بين بريطانيا وفرنسا لغزو مصر فيما أطلق عليه اسم العدوان الثلاثي بعد انضمام إسرائيل إليهما.
فمن الحروب العربية المهمة والتي أثارت شهية المحللين السياسيين في الوطن العربي وأوروبا بل وإسرائيل نفسها العدوان الثلاثي على مصر.
فبعد أن نالت مصر استقلالها من الاحتلال البريطاني وقيام ثورة يوليو وطرد الملك بل وإلغاء النظام الملكي وإعلان الجمهوري، ظلت فرنسا وبريطانيا تحلمان بالعودة والسيطرة على مصر لما لها من موقع جغرافي مهم حيث تعد قلب العالم القديم أي القارات الثلاث القديمة وهي أفريقيا وآسيا وأوروبا، وذلك بعد أن أعلنت مصر تأميم قناة السويس ذلك المعبر المهم بين القارتين أفريقيا وآسيا وبذلك فقدت بريطانيا وفرنسا السيطرة على هذا المعبر الملاحي المهم بالنسبة لهم.
ومن هنا قامت بريطانيا وفرنسا ومعهما إسرائيل التي كانت وما زالت تحلم باقتطاع سيناء لصالحها من الحدود الجغرافية المصرية، بالقيام بالعدوان الثلاثي على مصر عام 1956، والذي انتصرت فيه مصر على القوى الثلاث بفضل النضال الشعبي واستبسال أهل منطقة السويس أمام هذا العدوان مما قلب العالم ضد هذه القوى الثلاث وأجبروهم على الانسحاب وإعلان انتصار المقاومة الشعبية المصرية.
وقد شكلت حرب السويس أو العدوان الثلاثي نقطة تحول كبرى في المشهد السياسي للعالم بعد الحرب العالمية الثانية حيث اجتمعت أطراف عديدة في هذا الحدث كان لكل منها وزنه وتأثيره فهناك انجلترا وفرنسا وإسرائيل وهناك مصر وهناك الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي الغارقتان في حرب باردة مستعرة.
كما أن انتصار مصر في العدوان الثلاثي كان انتصاراً سياسياً بقدر ما كان هزيمة عسكرية مما أدى إلى تحسين علاقات مصر الخارجية بعد الحرب وإلغاء المعاهدة (معاهدة الجلاء) وتحطيم آخر قيد يربط مصر بالاستعمار الغربي ويفقدها جزءاً من ترابها الوطني يقيم عليه الاستعمار قواعده العسكرية كما أتاحت لمصر فرض كامل سيطرتها على قناة السويس وتحرير الإرادة المصرية وإعلاء مكانتها إقليمياً ودولياً حيث أصبح لها مركز الصدارة لريادة الوطن العربي.ويسمى العدوان الثلاثي على مصر حرب بورسعيد أيضاً والتي اندلعت في 29 أكتوبر 1956 وذلك بعد أن قام جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس في 26 يوليو من العام نفسه وطرد جميع الخبراء الأجانب العاملين فيها وإحلال الوطنيين مما أثار حنق الدول الأوروبية الكبرى خاصة فرنسا وانجلترا صاحبتي المصلحة الأولى في هذه القناة، فاتفقتا مع إسرائيل وشنوا هجوماً كاسحاً على المدن الواقعة على البحر الأحمر بجيش قوامه مائة ألف جندي و130 سفينة حربية وعشرين ألف سيارة عسكرية وسبعمائة وخمسين طائرة مقاتلة وقاذفة في محاولة لإخضاع هذه المدن لسيطرتها قبل الوصول للقناة واحتلالها بالقوة لكن المقاومة الشعبية أبت أن تسلم بلادها مما جعل الحرب ضارية.
|