كان الأديب حسين سرحان -رحمه الله- عاشقاً للصحراء، فقد عاش فيها طفولته وشبابه..
قال مرة: تتقاسمني طبيعتان: بدوية وحضرية، وإن لم تكن الطبيعة البدوية عليَّ أغلب وأنا إليها أميل وبها أعلق.
وقد كنت في صغري أرعى البهم وأحش الكلأ من ثام وسفواء.
وأحمل القرب وأرد الماء في بياض النهار أو في سواد الظلماء. وكنت أخَّوف يومئذ بالسعالى والغيلان ويأتينا طرّاق من جفاة الأعراب فيزعمون أنهم رأوها وتطارحوا معها الشعر وركبوها بالدعابة ويأخذون في وصفها فنزلزل من الرعب وتخفق قلوبنا بين أضالعنا من الهلع وتغطي عيوننا حتى لا تتحايل لنا من بعيد أو من قريب!!.
|