كانت تأتي لحقول القمح المرشوش
بزهر النعمان
وتطير على هامات الأعشاب
وفوق الأشجار
وبين الوردة والقلب
وتحط على قرب مني
أتفرج ثم تطير
ويطير القلب وراء جناحيها
كانت أول لون يدهشني
وأنا طفل مأخوذ بالألوان
وركضت أطاردها
في كل مكان
وتركت ورائي قريتنا
ودخلت قرى أخرى
والعمر جواد يركض في خيط دخان
وسألت كثيراً عنها
قال النبع وزهر الرمان
مرت
وأشارت نحو شجيرات التوت
وبأعلى غصن
كانت تتدلى من خيط وتموت
وأنا أتشبث بالشجرة
والعمر يفوت
|