سرني كثيراً ما نشرته جريدة الجزيرة الغراء من معلومات عن معرض الكتاب الدولي الذي يُقام حالياً بجامعة الملك سعود بالرياض، وسررت أكثر لما سمعت عن ندوة التوحّد الدولية المقامة في فندق انتركونتيننتال بالرياض، ولا شك أن وجود تلك التظاهرتين ليس محض المصادفة، فالقادم إلى الرياض من مدن ومحافظات المملكة سوف يخصص تلك السفرة للسياحة الثقافية العلمية الداخلية حيث سيقف على عشرات دور النشر العربية وعشرات المكتبات العالمية في بهو جامعة الملك سعود، ومما شهد له المشاركون في المعرض من الدول الأخرى هو أن الجامعة قد نجحت بكل المقاييس في جمع المثقفين وطلاب العلم وأساتذة الجامعات والمواطنين ذكوراً وإناثاً في أيام محددة وأوقات معينة وزعت على مدار أسبوعين لكي يتبادل فيها أبناء الأمة العربية والإسلامية المعرفة ويجددوا اللقاء، وقد لاحظت أثناء زيارتي للمعرض أن كثيراً من أصحاب الدور والمكتبات يتمنون أن يستمر المعرض مدة أكثر نظراً للإقبال اللامحدود من قِبل المواطنين، ومما يفتخر به الإنسان السعودي أيضاً انعقاد الندوة الدولية الأولى للتوحّد في الرياض، حيث قرأت في جريدة الجزيرة العزيزة أن مؤسسة سلطان الخيرية سوف تتبنى عرض كامل فقرات الندوة عبر الإنترنت على موقع الجمعية السعودية للتوحّد مما سيساعد كثيراً في استقبال المواطنين لتلك البرامج في بيوتهم مع أسرهم وبدون الحاجة إلى عناء السفر مع ارتباطات العمل، ولا شك أن مدينة الرياض بكل مناشطها وتفاعلاتها يخطط لها المسؤولون لكي تكون إن شاء الله من المدن الإلكترونية التي سيحظى المواطن في أي مجالٍ كان وفي أي مكانٍ بالوقوف على جميع الأنشطة والبرامج والدورات عبر الاتصال عن بعد، وفق الله الجميع لما فيه الخير وإلى الأمام لنبني أمة واعية مثقفة تجمع بين اكتشافات العصر والتكنولوجيا والثقافة اللامادية.
د. خالد عبد الله عبد العزيز التركي/عنيزة |