كلمة وفاء في فقيد رياض الخبراء
محمد حزاب الغفيلي - الرس

يموت عامة الناس فلا يكترث بموتهم وربما لا يدري بموتهم إلا اللهم أهلهم وذووهم أما خاصة الناس مثل أمرائهم وعلمائهم وكبار المسؤولين فيهم والوجهاء في أسرهم وبلدانهم فالمساجد تمتلئ بالمصلين عليهم وتشيعهم الجموع الغفيرة وتنهال التعازي على أهليهم وذويهم من القريب والبعيد.
تذكرت هذا وأنا أشاهد بنفسي وأسمع من غيري عن هذا الحشد الوفير من المصلين والمشيعين والمعزين في وفاة أحد وجهاء رياض الخبراء الشيخ محمد بن سلطان السلطان - رحمه الله - الذي انتقل عن هذه الدنيا الفانية الى الدار الباقية عن عمر يناهز التسعين عاما، عاصر خلالها اهم أحداث التأسيس لهذا الكيان العظيم وشارك مع الأمير عبد الله بن فيصل ضمن فوج من الاخوان في اخماد تمرد قبيلة (الريث) احدى القبائل القاطنة في شمال شرق جيزان، والتي شقت عصا الطاعة على السلطات السعودية والتجأت الى جبل منيع هو جلب (قهر) الذي يبعد عن جيزان بحوالي 120 كم وتحصنت به.
وفي عهد البناء والتطوير خدم الوطن مسئولا في عدة مجالات آخرها في إمارة منطقة القصيم، وقد حظي الفقيد بهذا القدر الكبير من الوفاء له من جانب المواطنين ومن جانب القيادة الكريمة حيث كان على رأس المعزين في وفاته صاحب السمو الملكي نائب أمير منطقة القصيم الأمير عبد العزيز بن ماجد. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته، وعزاؤنا الجميل لأفراد أسرته وعلى رأسهم شقيقه سعادة محافظ رياض الخبراء الشيخ حسن السلطان، ولأبناء الفقيد وكافة أسرة السلطان أمراء هذه البلدة في القديم ومسؤوليها الإداريين في الوقت الحاضر، والعزاء موصول الى كافة أهالي رياض الخبراء من أبناء وأحفاد أسلافهم (أولاد منصور) المشهود لهم بالمواقف التاريخية المشرفة.
وفي مثل هذه المواقف نتذكر أن هذه حال الدنيا تجمع وتفرق، والبقاء لله سبحانه، لكننا نتذكر في نفس الوقت أهمية أن يكون الإنسان عضوا فاعلا في مجتمعه، ولا يعيش فقط لنفسه وحياته الخاصة، وأن يتشبه بالكرام وإن لم يكن مثلهم.