** لا تقوم أمة إلا على أسس متينة من البناء الحضاري ، وفي مقدمة ذلك (البناء الثقافي) والمملكة العربية السعودية التقت في تنميتها كل الأسس الحضارية من اقتصادية وثقافية وصناعية - بحمد الله - ، ورغم أن التعليم بالنسبة لغيرنا ليس سابقاً ، فقد استطعنا في فترة قياسية أن ننافس الكثيرين في المخرج التعليمي والثقافي.
والعطاءات الثقافية لدينا متنوعة وفي مقدمتها (المجلات الثقافية) وتأتي (المجلة العربية) في مقدمة هذه العطاءات ، وإنني - وأنا أحد المتابعين لها منذ تأسيسها على يد معالي الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ - رحمه الله - لأحييها وهي تسير بخطى حثيثة ومتزنة لخدمة ثقافتنا وبلادنا ، ولقد أثبتت نجاحها - وهي المجلة الثقافية الرصينة التي أثرت الساحة الثقافية طوال السنين الماضية ، وارتقت بمستوى موضوعاتها وأطروحاتها وموادها المتنوعة ، وكتيبها الذي بلغ (خمسة وثمانين) كتيباً.
***
** وهي اليوم رافد مهم تعنى بالفكر والأدب والثقافة والموضوعات الاجتماعية ، وتدفع بالحركة الأدبية إلى الأمام من خلال الموضوعات التي تنشرها والحوارات مع الأدباء والشعراء والنقاد ، فأعادت إلى الحياة الثقافية بعض الدماء في شرايينها ، كما لاحظت تشجيع الكتاب والمؤلفين حيث تحرص على عرض الكتب الجديدة مع إخراج متميز.
لقد أقبل الكثير من الأدباء والكتاب والمبدعين على الكتابة عبر صفحاتها ، وبذلك أشعلت شمعة الوعي والخطاب الثقافي الجاد والنشاط الأدبي والحوار الفكري الهادف مع الاهتمام باللغة العربية والتراث العربي الإسلامي ، كما نصت على ذلك خطة التنمية السابقة ، كما شجعت البراعم الصاعدة من ذوي المواهب الفكرية وذلك بإفساح المجال لها في المجلة ، كما أفردت أبواباً في مجالات شتى اجتماعية واقتصادية من خلال أبوابها وساحاتها المضيئة ، التي تشمل ضروباً شتى من الثقافة والتوجيه والإصلاح وكل ما يرتقي بالوطن وأبنائه إلى غد كريم ومستقبل مشرق ، وما يعكس الحياة الثقافية ويسمو بها فكراً ونضجاً ووعياً ورسوخاً.
أجل لقد أسهمت (المجلة العربية) خلال تلك الفترة في صناعة الوعي الفكري وتحريك النشاط الإبداعي ، وإبراز الوجه الثقافي لبلادنا وواقعنا الأدبي وتطورنا الاجتماعي والتربوي ، فهذا الوطن بحضارته وتاريخه وتراثه وإرثه وتقاليده جدير من الجميع بالتدوين لهذه المرحلة التاريخية التي نعيشها بحيث تظل راسخة ومعروفة لدى الأجيال القادمة.
***
* وأدعو أن تقدم (المجلة العربية) المزيد من التواصل الثقافي ، والعمل الفكري الإيجابي من خلال إثارة المزيد من القضايا الفكرية والثقافية والأدبية لتنشيط المشهد الثقافي والشأن الأدبي.. وتحفز الأدباء والمفكرين على الاهتمام بقضايا الفكر والأدب والنقد والإصلاح.
إن ما قدمته (المجلة العربية) خلال مسيرتها شكل رصيداً معرفياً ، وأبرز ضروباً متنوعة ، وجوانب متعددة من منجزنا الحضاري والثقافي فأصبحت مجلداتها مادة ثرية مفيدة.
وختاماً أزجي التحية والتهنئة والأمنيات لها بالمزيد من الانتشار والقوة والتميز والنجاح ، وأن يوفق الله القائمين عليها إلى مزيد من العطاء الثر والتوفيق والسداد والتألق والإبداع ، ونشر الكلمة الطبية الصادقة وتحقيق الأفضل والتفوق والازدهار والتواصل مع القارئ والاستمرار في الطرح النافع المفيد.
|