إن المرتاد لبيروت في حقبة الستينيات وأوائل السبيعينيات يعلم بأن المنطقة المطلة على شاطىء الرملة البيضاء والمنطقة المجاورة لها والمطلة على الروشة هي جوهرة بيروت العقارية.
كثيراً ما تشبه لبنان سويسرا وأوروبا الشرق الأوسط، وفي الستينيات والسبعينيات كان أول ما يتبادر إلى الذهن عند التحدث عن الرملة البيضاء هو شاطىء نيس وكان في فرنسا.
كان من المتوقع أن تخطو منطقة الرملة البيضاء والروشة خطوات كبيرة في التطور وصعود أسعارها إلا أن شبح الحرب الأهلية الذي ألقى بظلاله طيلة خمسة عشر عاماً على هذه المنطقة منعها من أن تصل إلى أسعار الريفيرا الفرنسية، حيث وصل سعر المتر في الشقق والفلل المطلة على البحر المتوسط فوق العشرة آلاف دولار للمتر المربع، وليس هذا وحسب بل إن المنطقة ذهب رونقها القديم، وأصبح يجاورها مناطق آهلة بالسكان والمساكن لطبقات الدخول الدنيا، وأنه من الطبيعي أن تبحث بيروت عن بديل مناسب يكمل مسيرة ما قبل الحرب، وبالاتجاه إلى الجنوب فإن منطقة الأوزاعي وما طالها من تشويه بوضع اليد على العقارات المجاورة للشاطىء ثم منطقة المطار جنوبها لا يجعلان منطقة الجنوب مرشحة لهذا، وبالاتجاه شمالاً نجد أن الواجهة البحرية لمنطقة سوليدير قد أخذت الريادة، ويراهن عليها الكثير لتكون هي المنطقة الحية للواجهة البحرية التي ستكون بديلاً للروشة والرملة البيضاء الا أن الواجهة البحرية السوليدير محدودة جداً لأنه لا توجد إلا ست قطع أراض يفصل بينها وبين المارينا في (سوليدير) شارع، كما أن سوليدير لا تزال فعلياً مركزاً للإدارات الحكومية والوزارات والبرلمان، وأيضاً لمنطقة المال والمصارف، وفي ظل عدم وجود بديل مثالي كان هناك هجمة شرسة على عقارات الواجهة البحرية حيث تم بيع معظم شقق عمائر الواجهات البحرية لسوليدير بسرعة وبأسعار تتراوح بين 2700 - 6000 دولار للمتر المربع علماً بأن سعر 2700 دولار للمتر المربع للوحدات التي تطل على المدينة وليس على البحر ويصل متوسط الأسعار المعلنة للبيع 4500 دولار أميركي للمتر المربع، وقد تم بيع هذه الشقق قبل البدء في التنفيذ وأحياناً قبل حتى الاعتماد النهائي للتصميم. ويطرح مشروع المارينا ستي الذي يحيط بمارينا جوزيف خوري أكبر مارينا في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط التي تتسع لسبعمائة قارب ويخت بديلاً مثالياً لما تبحث عنه بيروت.
|