* الطائف - هيا سعد:
أقيم بنادي الطائف الأدبي محاضرة للدكتور: أبو بكر باقادر وعنوانها: (محاربة الأفكار المنحرفة) وقد أدار المحاضرة ببراعة فائقة الدكتور: عدنان المهنا فقدم السيرة الذاتية لباقادر على عمله الأكاديمي بقسم علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز وعضوية جمعيات علمية وثقافية عربية ودولية ومستشار وزير الحج وصاحب أكثر من عشرة مؤلفات عربية وإنجليزية.
وتعرض باقادر في البداية للمفهوم العائم الذي غيبته الترجمة الحرفية اللغوية بعيداً عن السياق الثقافي للمصطلح الخاص لمفردات مثل الأصولية والعولمة والحركات الإحيائية ونهاية كلمة الإرهاب، حيث تقوم وسائل الإعلام للتسويق لهذه المعاني المحرفة ضد المعارضين للهيمنة الغربية والمبالغة في تجسيم نفوذهم لتأكيد مقاصدهم الشريرة.
ومن هذا التوظيف الخاطئ للمصطلح ما سار عليه مصطلح كلمة الإرهاب والتي لم أجد في موسوعات الفكر العربي والغربي من سنة (1700-2000م) أي مدلول وصفي أو لغوي عن الإرهاب بمعناه الحديث إلا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م لذلك ظهر التعريف الحصري للإرهاب بأنه:
إثارة الرعب والخوف من طرف شرير ضد الآخرين الأبرياء العزل.
ثم تساءل المحاضر هل هذا النوع من العنف والمواجهة بين الغرب وخصومهم نحن سبب فيه؟ لماذا ظهر الإرهاب بشكل مفاجئ وضم شبابنا كأعضاء فيه؟ هل الأسباب محلية أم دولية؟ ولسنا ندري من أوهم هؤلاء الشباب انتداب أنفسهم نيابة عن الأمة المسلمة؟!.. فالجديد هو سوء استخدام معاني وقيم الدين للتأثير على مجتمعنا والأوضاع الراهنة تشكل إنذاراً عاجلاً يتطلب إعادة الاهتمام الفعلي بأمور الشباب وغرس القيم والفكر الإسلامي المنفتح والمستنير وتقدير أوضاع مجتمعاتهم السياسية والاقتصادية لحفظ المكاسب والمنجزات بنشر الفكر الإسلامي العميق ليشكل درعاً واقياً لمواجهة الانحرافات والأفكار المغلوطة التي تعرض لها شبابنا (الضحية).
واقترح الدكتور باقادر الحلول الناجحة لتفادي الهجمة الإعلامية فيما بعد على المسلمين نتيجة لما أحدثته الفئات الضالة ومنها:
- القرارات السياسية لقيادات الدول الإسلامية واتخاذ موقف المعارضة.
- شن حملة إعلامية بأن الخارجين الإرهابيين ليسوا من يمثلون دولهم وأن مواقفهم تعبر عن آرائهم بصفة فردية.
بعد نهاية المحاضرة تداخل الجمهور ببعض الأسئلة فتساءل الدكتور عايض الثبيتي حول من هي الجهة التي تتبنى التحاور عن ثقافتنا لمحاربة الفكرة المنحرف ألا يجدر بكتاب أمثالكم التعرض لمثل هذه المسؤولية عبر إصدارات موجهة، ثم كيف نحمي مناهجنا من الفكر المنحرف؟
يرد الدكتور باقادر: لا بد لهذه الحملة لمحاربة الفكر المنحرف أن تتضمن حلولاً واقتراحات تحمي أفكارنا نحن، بداية، أما المناهج فينبغي مصادرة الرأي الأحادي الذي يجعل الطالب سلبي التفكير لا يملك العقل المتمرد.
- تساءل الجمهور عبر وريقات في أسئلة دارت في مجملها حول أحداث 11 سبتمبر وهل حيكت ضدنا مؤامرة؟!
يرد باقادر أن الغرب لم يشغل نفسه في نسج مؤامرة في هذا الوقت بالتحديد فالغرب وقف مع المسلمين كثيراً وليس في حاجة لكيد السائس ضدنا رغم سيطرته وتسيده الفردي للعالم ولكن شبابنا هم من فتح الباب الذي كنا في أمس الحاجة في هذا الوقت بالتحديد لإغلاقه.
أعلن بعد ذلك مقدم المحاضرة نهايتها وشكر للمحاضر جهده العلمي في تناول هذا الموضوع بالدراسة والطرح.
|