الحلم الأمريكي يراود الروس

في مثل هذا اليوم من عام 1953 نشرت مقالة في نيويورك تايمز جاء فيها أن المواطنين الروس راودهم (الحلم الأمريكي): في أن يمتلكوا أرضاً ومنزلاً خاصاً.
وهذه هي المقالة الواحدة من العديد من المقالات التي ظهرت ما بين الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي حيث حاولت وسائل الإعلام الأمريكية أن تصور المواطن الروسي على نحو لا يختلف عن المواطن الأمريكي.
ورغم أن الغالبية العظمى من الشعب الأمريكي تؤيد سياسات حكومتهم المعادية للاتحاد السوفيتي إلا أن معظمهم وجد أنه من الصعب أن يعادي المواطن الروسي البسيط.
خلال الحرب العالمية الثانية قامت حكومة الولايات المتحدة بحملة دعائية لإقناع الشعب الأمريكي بأن الروس رغم أنهم يعيشون في دولة شيوعية إلا أنهم حلفاء طيبون في الحرب ضد ألمانيا النازية.
ودخلت هوليوود في اللعبة وأخرجت أفلاماً تصور الروس الأبطال الأسطوريين ومعركتهم ضد جحافل النازيين.
وعندما انتهت الحرب العالمية الثانية وحدثت القطيعة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بدأت الحرب الباردة.
وقد شعر العديد من الأمريكيين بالحيرة حول التصوير الجديد لروسيا على أنها تهديد للولايات المتحدة.
وسرعان ما قدمت الحكومة الأمريكية ووسائل الإعلام المتعاونة معها إجابة عن هذا التساؤل.
لقد كانت الرسالة التي نشروها واضحة ومباشرة: إن الحكومة السوفيتية ديكتاتورية شيوعية تهدف إلى السيطرة على العالم أما الشعب الروسي فإنه لا يختلف كثيراً عن نظيره الأمريكي، ولا بد أنهم يتوقون إلى الحرية والرخاء. لقد نشرت قصة في 29 سبتمبر من عام 1953 في النيويورك تايمز تعتبر مثالاً طبق الأصل لهذا المنهج.
وبدأت بالقول بأن هناك شخصاً روسياً محظوظاً حصل أخيراً على قطعة أرض صغيرة ليبني عليها منزلاً.
وسألته الصحيفة: ماذا ستفعل إذن؟ وحسب ما جاء بالمقال أقام الروسي سياجاً جميلاً وضخماً حول كل الأرض.
لقد نجحت عقود الحكم الشيوعي فقط في شحذ غريزة الشعب الروسي في الرغبة في الملكية الخاصة. وصرح محرر الجريدة بأن الحكومة السوفيتية لو أرادت أن تحصل على شعب سعيد فعليها أن تسلك طريقاً طويلاً لمنح الامتيازات التي تفي بهذه الرغبة.
وهذه المقالة تعد أيضاً دليلاً على فكرة أن أحسن الدعايات الأمريكية الموجهة للمواطن الروسي تعتمد على وصف الثروة والراحة المتاحة في الولايات المتحدة.
وفي عام 1959 أقيم أول معرض أمريكي في الاتحاد السوفيتي وكان يتكون من السيارات وأجهزة المطبخ الحديثة وصيحات الموضة وكميات هائلة من السلع الاستهلاكية.
وقد احتشد حوالي ثلاثة ملايين روسي ليلقوا نظرة على المعروضات ويلتقطوا الكتالوجات.