في مثل هذا اليوم من عام 1988 عادت طابا للسيادة المصرية بموجب حكم المحكمة الدولية.
وقد تعهدت إسرائيل بسحب كامل قواتها من شبه جزيرة سيناء وفقاً لمعاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979 في موعد غايته 25 أبريل عام 1982, بيد أنها أثارت - منذ ديسمبر 1981 - أزمة بدأت ملامحها عندما حاولت إسرائيل أن تضم منطقة طابا على إقليمها بالادعاء بمواقع غير صحيحة للعلامة رقم (91) الواقعة عند رأس طابا ثم بلغت تلك الأزمة ذروتها في الأيام الأخيرة من المهلة المحددة بموجب معاهدة السلام لإتمام الانسحاب الإسرائيلي من شبه جزيرة سيناء عندما عمدت إسرائيل إلى سحب موافقاتها السابقة على مواضع بعض العلامات الأخرى بغية خلق أزمة وافتعال أوراق تصورت أنها يمكن أن تكون وسيلة للضغط أو للحصول على مكاسب إقليمية .
وإزاء إصرار إسرائيل على موقفها تم البحث عن حل مقبول يسمح بإنجاز الانسحاب الإسرائيلي في الموعد المحدد 25 أبريل عام 1982 من الأراضي الواقعة بين علامات غير متنازع عليها مع البحث عن وسيلة مقبولة لحل الخلافات القائمة حول العلامات المعلقة دون حسم .
وقد سجلت الندوة القومية التي نظمتها وزارة العدل في نوفمبر عام 1998 بمناسبة الذكرى العاشرة لصدور الحكم في قضية طابا أن استعادة طابا هي ثمرة حقيقتين برزتا أمام العالم بكل الوضوح والجلاء .. الأولى هي التمسك بالحق والإرادة الصلبة والتصميم والحجم التي لا تقهر ولا تلين , والأخرى هي الوصول إلى هذا الحق بالطرق المشروعة تحت مظلة الاتفاقيات الدولية وفي رحاب السلام .
وقد بسط وزير العدل في كلمته أمام الندوة الأسس العلمية والعملية التي نظمتها ملحمة النصر في ساحة القانون والشرعية لاستعادة طابا , أسس علمية في القانون والجغرافيا والتاريخ والمساحة وتعليم الحدود فكانت تلك هي المبادئ والضوابط الحاكمة لكل الخطوات , وأسس عملية بتوفير كافة القدرات وسائر الإمكانات لكوكبة مرموقة من العلماء والخبراء والمتخصصين والحكماء يواكبهم تنسيق مبرر وتلاحم مذهل بين كافة فروع التخصصات العلمية التي تستلزمها وتقتضيها معالجة القضية , ثم قدم بعض اللمحات المهمة حول مسيرة القضية بدءاً من توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في 26 مارس 1979 وإرساء مبدأ تسوية الخلافات بينهما بطريق التحكيم ومروراً بالمفاوضات العسيرة التي انتهت بتوقيع مشارطة التحكيم في 11 سبتمبر 1986 وانتهاء بصدور الحكم لصالح مصر في 29 سبتمبر 1988 قاطعاً في سلامة وجهة النظر المصرية وكاشفاً عن حق مصر , ثم قيام الرئيس مبارك برفع علم مصر الكنانة عالياً خفاقاً يرفرف فوق سماء طابا في 15 مارس ( 1989).
|