الجميل في حديث نائب رئيس نادي النصر سمو الأمير ممدوح بن عبدالرحمن للقناة الرياضية هو إشارته إلى حالة الإفراط في استقلالية لجنة الحكام فهي سيدة قرارها في كل شيء بدءاً من تسجيل الحكم وتشكيل اللجان الفرعية وهي التي تمنح وتسحب الشارة الدولية وترشح الحكم للمباراة وحينما يخفق فعلى مزاجها أيضا إن شاءت عاقبته وإن لم تشأ فلن يجبرها أحد وإن عاقبته فهي غير ملزمة حتى بإعلان العقوبة وقد تنفيها أيضا. والأجمل هو استشهاد سموه لإثبات الفردية التي طغت على هذه اللجنة من خلال إعلانه أنه حتى المبالغ المالية للجنة مودعة في البنك بالاسم الشخصي لأحدهم ليصرف كيف يشاء ومتى شاء ولمن شاء وهذا إمعان بالفردية والتفرد. وما ليس بجميل هو قول سموه إن النصر مستهدف بذاته ككيان، وهذا لا أعتقد أن هناك من سيوافقه عليه حتى من النصراويين أنفسهم، وإعلانه وتعهده بأنه سيسعى لإثبات ذلك يعتبر عبئا جديدا يضاف إلى مسؤوليات إداراته.
نزعة التفرد بالمسؤولية
ظاهرة التفرد بالقرار مستشرية في شتى مجالاتنا الرياضية لأننا بمجرد أن نرى أن فلانا من الناس كفاءة وذو خبرة ومحل ثقة فبدلاً من أن نضمه ونضيفه إلى أي جهة فإننا نسند له مسؤولية أو لجنة ونلغي من كانوا قبله تماما فيأتي أخونا ممتطيا جواد الخبرة ومتعنترا بسيف الثقة ليبدأ يشيل ويحط ويبدل ويبعد ويقرب، طبعا هذا يكون له ضحايا وسيعملون من أجل عدم نجاحه لأنهم من ضحاياه.. وتبدأ الاعتراضات والتظلمات من هنا ومن هناك، قد لا تكون كلها على صواب لكن حتما فيها البعض صادق لكن عمك أصمخ لأنه محل ثقة!!!
هذا واضح وملموس في كل اللجان والاتحادات الرياضية لكنه يظهر بشكل جلي في لجنة الحكام التي أصبحنا نسميها بأسماء أفراد فهذه لجنة الدهام وتلك لجنة فلاج والأخرى لجنة المرزوق وهذه لجنة الشقير. كذلك الحال على مستوى الأندية فالرئيس هو الآمر الناهي. ومدير الفريق الذي هو مستعد للعمل ليل نهار وبكل جدية ورحابة صدر طالما العمل يتم وفق مزاجه وهواه لكن إذا ما تم منعه من شيء أو فرض شيء عليه فإن الاستقالة جاهزة ولأنه لا يستطيع أن يبررها بأنه يريد أن يعمل على كيفه فالسبب المعلن هو أن ظروفه الأسرية لا تساعده على الاستمرار في العمل. لكن ما تلبث هذه الظروف أن تزول بمجرد أن يتوسط أحد ويزيل العتب ويضمن له (أن خلاص يا سيدي اعمل اللي تبي وعلى كيفك) واستعرضوا كل الاتحادات والأندية واللجان حتى لجنة المعلقين كلها فيها حزازيات وشحناء واحد راح وواحد جاثم وواحد متحفز يترقب التكليف.
إذن المسألة نزعة فردية مفرطة فأين نحن من العمل الهيكلي الجماعي الذي يحدد لكل إنسان صلاحياته وحدوده؟
فمتى يبلغ البنيان يوماً تمامه
إن كنت تبني وغيرك يهدم |
|