لقد اطلعت على ما كتبه الأخ محمد بن راكد العنزي في جريدة الجزيرة عدد 11675 حول قرار الوزارة حرمان خريجي دبلوم اللغة الإنجليزية، من تدريس مادة اللغة الإنجليزية لتلاميذ الصف السادس الابتدائي.هذا القرار في غير محله، فالتوجه العام منصبٌ على السعودة، فهي الشغل الشاغل لكل فئات المجتمع، والوزارة حينما أصدرت هذا القرار، لم تورد مسوغات مقنعة، فما المانع من تدريس هؤلاء الخريجين لهذه المادة؟ وهي التي لابد أن تشتمل على معلومات بسيطة في مقدور من لديه من المعلمين أدنى اهتمام بها، القيام بتدريسها على أكمل وجه، فما بالك بمن التحق بدورة مكثّفة وشاملة.لما كان التعليم في مراحله الأولى، كان يقوم بالتدريس فيه خريجو معاهد المعلمين، وعدد غير قليل من المعلمين الآن يدرسون في المرحلة الابتدائية ومؤهلاتهم التعليمية والتربوية دون الشهادة الجامعية، هل يستطيع أحدٌ في الوزارة أن يقول إن هؤلاء المعلمين فاشلون؟
إن التصرف السليم يحتم على الوزارة استيعاب هؤلاء الخريجين، ومن ثم اتاحة الفرصة لمن يثبت جدواه في التدريس مواصلة تعليمه الجامعي، وتلك فرصة نادرة يتاح فيها للوزارة، اختيار من تنطبق عليه شروط المعلم الناجح.
وبعد: السؤال الذي يتبادر إلى الذهن، هل تمت سعودة جميع معلمي المرحلة المتوسطة والثانوية؟ طبعاً الجواب عن ذلك بالنفي، إذن الحاجة للمعلمين السعوديين مازالت قائمة، والوزارة في وقت مضى تقبل ما دون ذلك بسبب الحاجة، وهؤلاء الخريجون المكافحون الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل تأهيلهم، من الظلم حرمانهم من شرف مزاولة مهنة التدريس، وهي كذلك فرصة سانحة لإتمام سعودة معلمي تلك المادة، فالوزارة منذ سنين طويلة وهي تسعى لسعودة معلمي تلك المادة في المرحلة المتوسطة والثانوية، ولم يتأت لها ذلك.
محمد بن فيصل الفيصل/المجمعة |