(فكرة ومعلومة طاردتنا طوال الصيف). كان هذا عنوان مشاركة الأخ الشيخ حمد بن عبد الله بن خنين بتاريخ 7-8-1425هـ حول إجازة الصيف بالنسبة للمدرسين والطلاب، وذلك تعقيباً على (بكرة الوعد يا عيال الدش) للأخ الأستاذ عبد الله الكثيري.
بدايةً، لَسْتُ مُعلِّماً، ولكن أعتقد أنَّ من الخطأ البيّن مقارنة أيام السنة الدراسية بالمملكة بِمَثِيلتها في الصين كما تفضّل الأخ الكريم؛ لعوامل عدة، منها:
1- اختلاف الظروف الجوية.
2- اختلاف الطبيعة البشرية.
3- اختلاف العقيدة والعادات، فلا صيام يحكمهم ولا حجَّ يجمعهم.
4- ولعل هناك عوامل أخرى، وأهل مكة أدرى بشعابها، حتى بالنسبة لمصر فالظروف الجوية هنا تختلف عنها هناك.
وحسبما نقرأ ونسمع من إخواننا المعلمين ومطالبتهم بتخفيض النصاب الأسبوعي يؤكد أنه لو كان الأخ الكريم معلماً لما طالب بتخفيض إجازتهم الصّيفية وزيادة أيام الدراسة أسوة ببلاد أخرى تختلف المملكة عنهم كثيراً في أمور شتّى كما سبق ذكره، علماً بأنَّ الفكرة لا تخلو مِنْ وَجاهة، وأنَّ عطلة الخميس الأسبوعية سبب رئيسي في رفع عدد أيام الإجازة بالنسبة للمدرسين والطلاب.
كما أودُّ الإشارة إلى أنَّ قيمة الهدر الاقتصادي التي عناها الأخ الكريم جاءت مغلوطة؛ لأن (3000 عدد المعلمين * 200 ريال معدل الراتب اليومي للمعلم = 600.000 ريال، وليس 60.000.000 ريال، وبالتالي فإن 600.000 ريال عن اليوم * 100 يوم إجازة = 60.000.000 ريال، وليس 6.000.000.000 ريال كما حسبها الأخ الكريم. والفرق شتان بين (60) مليوناً (6.000) مليون.
أمّا فكرة إطالة اليوم الدراسي بحجّة أنّ ذلك يمنح المعلم الوقت الكافي للشرح والمراجعة، ويمنح الطالب الوقت لحلّ الواجبات وممارسة الأنشطة اللامنهجية، فأقول لك أخي الكريم: (أعط القوس باريها)، وليتك وأنت تستعذب هذه الفكرة تذكَّرْتَ قول رب العزة والجلال: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}.
كنت أحسبك -أخي الكريم وأنت مَن أنت- تطالب بِتَنْقِيَة المواد والمقررات مما تنوء به من حشو وتكرار، والأخذ بطرق التدريس الحديثة وتجارب مَن سبقنا من الدول المتقدمة، والتركيز على المنهج الكيفي لا الكمّي، وربط مخرجات التعليم بسوق العمل؛ حتى لا ينطبق على الخريجين قول عمر -رضي الله عنه- حين قالوا له: (إنَّ فلاناً حفظ المصحف)، فقال: (زادتْ نسخة في المدينة).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حمدين الشحّات محمد/بُريدة |